الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عبوسة في يوم الفرح
ما هذا الكلام الذي تتطارحان به، وأنتما ماشيان عابسين؟
( لو 24: 17 )

تُرى ما هي أسباب عبوسة التلميذين في اليوم الذي قام فيه المسيح، والذي كان ينبغي أن يكون قمة الفرح؟ دعنا نستعرض البعض من هذه الأسباب، بغية الاستفادة عمليًا منها.

1- «كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة». لقد فارقا أورشليم، حيث كان القديسون مجتمعين، وحيث كان ينبغي أن ينتظرا المخلّص المُقام. صحيح أنهما لم يبتعدا كثيرًا، فقط ستون غلوة (أكثر من 11كيلومتر بقليل)، لكنهما كانا قد ابتعدا بالجسد القليل في الاتجاه الخاطئ، فلم يكن من الغريب أن يبتعدوا بالقلب أكثر.

2- «كانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث». وهل هناك ما يجلب الكَدَر، قدر الانشغال بالأحداث، ناسين أمجاد الرب المُقام من الأموات والانشغال بأموره؟ وإذا ساورنا القلق بخصوص أمر من أمور الحياة، فهل نتحدث عنه بعضنا إلى بعض، أم إلى إلهنا القدير، الذي يعولنا إذ نلقي همنا عليه؟

3- لقد ظنّا في أنفسهما الفهم، حتى أنهما نعتا الكُلي العلم بالجهل «هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم؟»! وكم أذينا أنفسنا حين ظننا في أنفسنا الحكمة؟ إن الله يريدنا أن نأخذ مركز المتعلمين لا المعلمين، ونطلب الحكمة لا ندّعيها، وإذ ندرك جهلنا، فهو على استعداد أن يعطينا حكمته النازلة من فوق، وعندئذ نفهم الأمور بمنظوره هو، وما أعظم الفارق!

4- «ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل». لقد كانت آمالهم أرضية فحسب، فلم يكن ليهمهما سوى مُلك أرضي. واهتمامنا بالأرضيات يرتبط بالكَدَر، فمهما أخذنا منها، فالقلب لا يشبع والنفس لا ترضى؛ فيزيد الكَدَر. لكن، إن طلبنا ما فوق حيث المسيح قد جلس، فكلما أخذنا، كلما زاد شبعنا وسرورنا.

5- «فقال لهما: أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان». تلك هي العلة الكبرى: بطء القلب في الإيمان. لقد سبق وكرّر الرب على تلاميذه أنه سيموت ثم يقوم، ما بالهما لم يتجاوبا مع كل ذلك؟ هذا هو بُطء القلوب، التي في عدم إيمانها لا يمكنها أن تحوّل ما تعرفه وتسمعه إلى واقع تعيشه.

ليتنا نفحص قلوبنا، وننقيها من أسباب العبوسة، فتمتلئ فرحًا

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net