الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امتنعوا عن الزنا
لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا، أن يعرف كل واحدٍ منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة
( 1تس 4: 3 ، 4)

إن هناك فارقًا بين معرفة ما يجب عمله، والالتزام به، فنحن مُلزمون أن نرضي الله في كل أفعالنا وطُرقنا. فإرادة الله هي قداستنا، أي أن ننفصل عن كل ما ينجس، لكي نكون لله بالتمام. وفي 1تسالونيكي1: 3- 8 يحدد الرسول خطية معينة، هي العدو اللدود للقداسة. تلك الخطية بالتحديد كانت شائعة بين الأمم، وبدرجة بشعة، حتى أصبحوا لا يرون فيها أية غضاضة، والنور المسيحي فقط هو الذي كشف مقدار شرها. وفي الدول المُسماة مسيحية اليوم، أصبح يُنظر إليها باستنكار أقل عما كان منذ سنوات مضت، وهذا دليل حي على انحرافهم حتى عن الاعتراف الشكلي بالمسيح. فليقرأ كل منا هذه الآيات باهتمام، ولنضع في قلوبنا كلمات الرسول القاطعة.

وقد وردت كلمة «القداسة» ثلاث مرات في هذه الآيات، وقد جاءت في الآية 7 كنقيض للنجاسة. فالله قد دعانا في القداسة، وإذا تجاهلناها، نواجه نتائج خطيرة في ثلاثة اتجاهات: أولاً: يجب أن نحسب حساب الرب الذي سيتعامل معنا بما تقتضيه حكومته البارة مع قديسيه. وإذا تعرَّض واحد لتعدي من أخيه، فسيتولى الرب شخصيًا الانتقام له (ع6). ثانيًا: يجب أن نحسب حساب حقوق الله. قد يبدو أن المعتدي يحتقر أو يتجاهل حقوق إنسان، ولكنه في الحقيقة يتعدى على حقوق الله (ع8). ثالثًا: يجب أن نقدّر روح الله القدوس (ع8)، وكلمة "القدوس" مُشتقة من نفس كلمة "القداسة" في الآيات السابقة. فالروح القدس الذي أُعطيَ لنا (يخصصنا. يقدسنا) لله.

وفي الآية 9 ينتقل الرسول من الكلام عن خطية الزنا ـ التي كثيرًا ما تتخفى وراء قناع كاذب باسم الحب ـ ينتقل إلى المحبة الأخوية، وهي الرباط الحقيقي بين أبناء شعب الله. ويسجّل الرسول بفرح أنه لا حاجة للتسالونيكيين أن يكتب إليهم عنها لأنهم تعلموا من الله أن يحب بعضهم بعضًا. وإنما كل ما يطلبه منهم، هو أن يزدادوا أكثر (ع10). وهنا أيضًا نجد نفس الكلمات تتكرر «تزدادوا أكثر». فيجب أن تزداد أكثر طاعتهم بسرور لوصايا الرب (ع1)، وأن تزداد أكثر المحبة الأخوية بين شعب الله (ع6، 10). فالمحبة والطاعة هما مضمون حياة المؤمن، والوصية هي أن نزداد فيهما. وكم سيكون فرحنا إذا اتصفنا بهما!

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net