الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلمنا في ابنه
الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطُرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه
( عب 1: 1 ، 2)

ليس المقصود «الأيام الأخيرة» كما يُشار إليها أحيانًا في الكتاب المقدس باعتبارها أيام انحطاط وتدهور المسيحية، أو أيام رجوع الشعب القديم وابتداء مُعاملات الله معه. هذه بعض الاستخدامات الثانوية لعبارة «الأيام الأخيرة». ولكنها هنا مُستخدمة فقط للتدليل على إعلان المسيح، الذي ليس بعده إعلان. فإذا كان الله قد تكلم إلينا في ابنه، فهذا لا بد أن يكون آخر ما عنده ليقوله؛ لا يمكن أن يكون هناك شيء آخر. وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يؤكد إلى أقصى حد، خطورة ما ورد في خاتمة الفصل الذي نحن بصدده «كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره، قد ابتدأ الرب بالتكلم به؟». إن الله ليس عنده شيء آخر ليعطيه، ليس عنده مصدر نعمة آخر مُحتفظ به. لقد أعطانا الله كل الملء الإلهي، بإعطائه إيانا، ذاك الذي فيه يحّل كل ملء اللاهوت جسديًا. وكم يعني هذا لنا؟ وبأية أقدام مخلوعة الأحذية، يجب أن نقف هنا؟ وأي ملء إلهي يُطالعنا في هذا المشهد الجليل المبارك؟ الله قد تكلم في ابنه!

هل وقفت مرة يا أخي تشكر الله وتباركه من أعماق نفسك، لأنك تعيش في هذه الأيام الأخيرة؟ هل كنت تقبل أن تستبدل الأمكنة مع موسى مثلاً الذي رأى ذلك المجد الذي كان في استطاعة الله أن يُعلنه بالعلاقة مع الناموس؟ أو مع إشعياء الذي رأى السيد في الهيكل عاليًا ومرتفعًا، ورأى كل المجد الذي كان يمكن أن يُعلن في بيت مصنوع بالأيدي؟ وهل كنت تستبدل مكانك مع داود الذي سبق فرأى ذاك الذي يجلس على عرشه، وكل شيء يوضع تحت سلطانه؟ إن أضعف ابن لله في هذه الأيام الأخيرة، له امتيازات أعظم بما لا يُقاس؛ كما قال سيدنا المبارك «إن أنبياء كثيرين وملوكًا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا» ( لو 10: 24 ). فليس هناك أعظم، ولا أعجب من هذه الحقيقة الغالية الثمينة؛ وهي أن جميع شعب الله في هذا العصر المسيحي، مُباركون بإعلان ابن الله الكامل، وبعبارة أخرى، بكل ما عند الله أن يقول. بهذا المفهوم، يتكلم بولس في كولوسي عن خدمته لتتميم أو تكميل كلمة الله، لأن خدمته كانت في الواقع، أن يعلن المسيح إعلانًا كاملاً.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net