الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 9 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اتبعني أنت
قال له يسوع: إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟ اتبعني أنت! ( يو 21: 22 )
يا لروعة المشهد الذي نراه هنا! ابن الله يقوم ويمشي بعيدًا عن أنظارنا، وبطرس ويوحنا يتبعانه. يا له من مشهد بديع فوق كل تعبير! نحن لا نرى نهاية طريقهم، لأنه بينما هم يمشون هكذا يُختتم إنجيل يوحنا. فكأن السحابة تأخذهم عن عيوننا، وعبثًا نحاول أن نتابعهم بأبصارنا، لأن طريق التلميذين بعيد عنا جدًا كبُعد طريق الرب نفسه. وهذا الطريق هو الطريق المؤدي إلى بيت الآب المُعد للرب ولإخوته.

يحق لنا أن نقول هنا إن العريس قد أبقى لنا الخمر الجيدة إلى الآخر، لو أن لنا الذوق الروحي الذي يتلذذ بها. فمرقس في إنجيله، يُخبرنا عن قبول المسيح في السماء وجلوسه عن يمين الله ( مر 16: 19 )، ولوقا يُرينا الصعود نفسه عندما كان الرب رافعًا يديه مُباركًا تلاميذه ( لو 24: 51 )، ولكن كل هذا مع جماله وحلاوته، لا يوازي ما نجده هنا، لأننا هناك نرى الرب يفارق التلاميذ ويتركهم إذ يصعد هو إلى السماء وهم يرجعون إلى أورشليم، أما هنا فنراهم يتبعونه إلى السماء. فطريقهم لا ينتهي إلا بنهاية طريقه هو.

حقًا. ما هذا إلا باب السماء، يقودنا إليه إنجيل يوحنا ويتركنا هناك. فالرب هنا في كمال نعمته نحو مختاريه، لأنه يمثِّل معهم صورة قبول إخوته إلى بيت الآب، وفي هذه الصورة نجد بطرس ويوحنا مُمثلين لنا كلنا، فالبعض نظير بطرس يمجدون الله بالموت، والبعض ـ كما هو مُشار إلى يوحنا هنا ـ سيبقون أحياء إلى أن يجيء المسيح. ولكن الجميع سواء كان بطرس أو يوحنا ـ موسى أو إيليا ـ الأموات في المسيح أو الأحياء عند مجيئه، الكل سيتبعون المسيح وسيُخطفون معًا في السُحب لمُلاقاته في الهواء، وسيكونون كل حين مع الرب. وعندما يستقبلهم سيذهب معهم إلى المكان المُعد في بيت الآب كما سبق فقال لهم.

وهذا المشهد المرسوم هنا، يُرينا صعود الرب إلى بيت الآب حيث سيسكن معه الأبناء الكثيرون أيضًا. وكأن ابن الله في نهاية إنجيل يوحنا يُري الذين له «أين يمكث» كما سبق فأراهم في بداية الإنجيل ( يو 1: 39 ) بهذا الفارق أنه في البداءة كان غريبًا على الأرض، وقد مكثوا معه يومًا واحدًا فقط، أما الآن فهو يرجع إلى سمائه وهناك سيمكثون معه إلى أبد الآبدين.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net