الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 نوفمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على الأر ض السلام !
وظهر بغتة مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو 2: 13 ، 14)
«على الأرض السلام»! ألا تبدو هذه العبارة وكأنها بلا معنى، ونحن نشاهد اضطراب شئون البشر اليوم كاضطراب البحر المتلاطم الأمواج؟ أين هو السلام على الأرض؟ إن مجيء المخلِّص إلى العالم منذ ألفي عام تقريبًا كان مقترنًا بهذا الوعد. فهل فشل الوعد؟ أو خاب المشروع الإلهي؟ يقول المتشكك والمتهكم: نعم، فقد جاء مُخلِّصكُم ومضى، وفشلت مسيحيتكم في تحقيق السلام للأرض، إذ يزداد العالم اضطرابًا وغليانًا كالمرجل عامًا بعد عام.

ولكن حاشا. إننا لا نفهم الوعد على الوجه الصحيح، فإن السلام لا يكون على الأرض إلا إذا كان «المجد لله في الأعالي». إن شرط الله للسلام لا يتم إلا عند سيادة الرب يسوع على الأرض. أما الآن فالناس لا يعطون المجد لله، بل قد أبعدوه عن شئونهم، وحاولوا أن يسيطروا على كل أمورهم بالاستقلال عنه، ومن هنا كان الارتباك والتشويش اللذان سيؤديان في النهاية إلى تحطيم الحضارة البشرية.

فمتى إذًا يتحقق الوعد «على الأرض السلام»؟ عندما يستلم المسيح زمام السيادة، ويسود بصولجانه على كل الأرض «قضيب استقامة قضيب مُلكك. أحببت البر وأبغضت الإثم» ( عب 2: 8 )، عندئذ يكون «على الأرض السلام»، «فيطبعون سيوفهم سِككًا ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفًا، ولا يتعلمون الحرب في ما بعد» ( إش 2: 4 ). في ذلك العصر المجيد عندما يعطي الجميع «المجد لله» سوف يعم الأرض سلام شامل. سوف يأخذ الرب يسوع مكانه الشرعي كمَنْ هو «المبارك العزيز الوحيد. ملك الملوك ورب الأرباب» ( 1تي 6: 15 ). وإلى أن يحين ذلك الوقت السعيد، لا يمكن أن يوجد أي حل صحيح دائم للمشاكل المُعقدة التي تحيِّر وتُربك ساسة هذا العالم. ولكن عندما تُشرق شمس البر، سيكون الشفاء الكامل في أجنحتها.

وكما أن العالم في مجموعه لن يتمتع بالسلام الأكيد الذي ينشده، إلا عندما يخضع لسيادة ابن الله، هكذا الإنسان الخاطئ كفرد، لن يحصل على السلام لضميره وقلبه، إلا إذا قَبِلَ المسيح مُخلصًا له وأعطاه المكان الأول، مكان السيادة على قلبه. فعلى الخاطئ أن يخفض ذراعي عصيانه وتمرده، ويُعلن من قلبه أن «المجد لله في الأعالي». وحينئذٍ يتبرر بالإيمان، وينال المُصالحة والسلام «مع الله»، ثم يملك في قلبه «سلام الله الذي يفوق كل عقل».

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net