الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اصبر الصبر الجميل
فقال له يوسف.. وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خيرٌ، تصنع إليَّ إحسانًا وتذكرني لفرعون وتُخرجني من هذا البيت ( تك 40: 12 ، 14)
إننا نستشف من كلمات يوسف لرئيس السُقاة مدى حنينه للحرية، وأنه على وشك أن ينفد صبره من احتمال هذه التجربة القاسية، وتوقع يوسف أن خروجه سيكون بعد أيام قليلة من خروج رئيس السُقاة. ولم يَدرِ يوسف أن الصبر يحتاج إلى عمل تام، ولكي يُكلّل عليه أن يحتمل التجربة إلى نهاية وقتها المُعيّن من الرب. لأن كثيرين في مِحنتهم وامتحان إيمانهم صبروا في بداية الامتحان، وبعدها توقفوا وكلّت أعينهم من انتظار خلاص الرب، وبعضًا آخر قطع مسافة طويلة من الاحتمال للتجربة والامتحان، لكن في نهاية المشوار فشلوا وتوقفوا عن الصبر، فلم يكن لهم صبر تام.

والصبر هو الصمود والثبات للنفس التي تحت ضغط الآلام. الصبر هو قوة اليد التي تُمسك في يد الله يوم العاصفة الشديدة. الصبر معناه أن تقبل توقيت الرب وتنسى توقيتك، وأن ترفض إلحاحات عدم الانتظار وتتحلى بأناة لنهاية المشوار، ولا تتحرك بثواني استعجال ساعتك، بل تهدأ مطمئنًا لقوله الحكيم: «لم تأتِ ساعتي بعد» ( يو 2: 4 ). وكما هو مكتوب «أنا الرب في وقته أُسرع به» ( إش 60: 22 ).

لقد ظن يوسف أن التجربة ستنتهي بعد أيام قليلة، لكن الصبر التام وكمال الاحتمال والتمتع بالحرية من سجن المرار، احتاج في توقيت الله إلى سنتين وليس أيامًا قليلة، فخرج رئيس السُقاة من السجن إلى مركزه أمام فرعون، وبقي يوسف في سجنه لاكتمال توقيت الله. وقد سمح الرب بأن رئيس السُقاة ينسى يوسف ولا يذكره طوال فترة السنتين، لكن الرب لم يَنسه، وكان معه مزودًا ومُعلمًا إياه الدرس الأخير. «أما الصبر فليكن له عملٌ تام» أو ”أما الصبر فليكن كاملاً“. فالأمر ليس في يد رئيس السُقاة، بل في يد الرب الذي هو سيد الأحداث، وله السلطان المُطلق على الجميع، بل يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه ( رو 8: 28 ). احتاج يوسف إلى تعلُّم كيفية تثبيت عينه على الرب، وأن يستمر في جعل الرب مُتكله لئلا تخور قواه أو تضعف نفسه. «فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مُجازاة عظيمة. لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد» ( عب 10: 35 ، 36).

ميشيل نويصري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net