الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملك الشريف الجنس
طوبى لكِ أيتها الأرض إذا كان ملكك ابن شرفاء، ورؤساؤك يأكلون في الوقت للقوة لا للسُكر ( جا 10: 17 )
يا لغبطة الرعية التي يكون من نصيبها ملك شريف الجنس (حيث الحَسَب والنَسَب)، ملك تقي (حيث القداسة والأمانة)، ملك رجل لا ولد (حيث القوة والحكمة)! نقول إن الرعية، التي يملك عليها ملك كهذا، لها أن تهتف مع الحكيم «طوبى لكِ أيتها الأرض!».

لكن ما هو الحال حين يكون الملك الشريف الجنس هو الأزلي الأبدي، وحين يكون هذا التقي هو الفريد العجيب السماوي، وحين يكون هذا الرجل هو القادر على كل شيء، لا ابن الشرفاء بل ابن الله .. ما أوفر الحظ وما أكبر الفرح لشعب يكون شخص الرب يسوع مَلكه! وما أروع أن نتأمل، لا في حظ وسعادة رعاياه، بل أن نتأمل في عظمة شخصه ورِفعته وكمال سلوكه!

وفي إنجيل متى، الذي يقدم لنا الرب يسوع باعتباره الملك، نقرأ أن «اسمه يسوع، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم» ( مت 1: 21 ).

سمعنا وما أكثر ما سمعنا عن ملوك، لم تُخلِّص شعوبها، بل بالأسف خلّصت عليها، فمنهم مَنْ في عناده ضحى بالملايين من شعبه، ومنهم في كبريائه وغروره أباد المئات وربما الآلاف، وملوك من أجل أن تعيش كان شعارها ”فليمُت الجميع“. لكننا أمام ملك فريد اسمه «يسوع»، وما معنى هذا الاسم الكريم؟ «يخلِّص». ومِمَ يخلِّص؟ «يخلِّص شعبه من خطاياهم»!

ربما سمعنا عن بعض الملوك أو الرؤساء خلّصوا من حروب وويلات ودمار، لكن قط لم تسمع آذاننا عن ملك يخلّص شعبه من خطاياهم. وحين نعلم أن هذا الملك لكي يُخلِّص، بذل نفسه وسفك دمه، كم تخشع قلوبنا من داخلنا ساجدة له، وكم نهتف من أعماقنا مع الرسول قائلين: «لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا».

ونقرأ في إنجيل متى أيضًا «هوذا العذراء تحبل وتلِد ابنًا، ويدعون اسمه ”عمانوئيل“ الذي تفسيره: الله معنا» ( مت 1: 23 ). فأن يجد شعب ملكًا أمينًا يخاف الله ويتقيه، فيُعلِّم الشعب شريعة الرب ( 2أخ 17: 7 - 9)، هذا من نعمة الله وإحسانه لهذا الشعب. لكن مع عمانوئيل، ليس الموضوع ملك يخاف الله، بل إن هذا الملك إنسان تمامًا وهو الله تمامًا. فحين يجلسون في حضرته، يكونون في حضرة الله، وحين يسمعونه يسمعون الله، وحين يروه إنما يرون الله نفسه!

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net