الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين الأمان؟
الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت ( مز 91: 1 )
إن الاحتياج إلى الشعور بالأمان الحقيقي هو أهم احتياج نفسي لدى كل إنسان. ويزداد السعي إليه في هذا العالم المليء بالفواجع والمآسي، بالاضطراب والفوضى، بالأوبئة والإرهاب. فأين نجد الأمان؟

هل هو في الإنسان؟ .. لقد قتل قايين أخاه هابيل في أول أسرة عرفها التاريخ! ( تك 4: 8 ). ومن بعده ضحَّى إبراهيم ـ أبو المؤمنين ـ بسارة امرأته لأجل سلامته الشخصية، لا مرة بل مرتين ( تك 12: 13 ؛ 20: 2)! حقًا لا أمان لإنسان، أيًا كان، سواء كان قايين الشرير، أم حتى إبراهيم البار!

أم هو في الأموال؟ .. لقد كان أيوب أعظم كل بني المشرق غنى في زمانه. ولكن الكل ضاع في يوم واحد!! ( أي 1: 3 ، 14- 21). وبعد ذلك ذهب أليمالك وزوجته نُعمي إلى موآب بحثًا عن رغد الحياة ورفاهية العيش، ظنًا أن في ذلك كل الأمان! وماذا كانت النتيجة؟ لقد رجعت نُعمي بمرارة فقْد زوجها وولديها. حقًا إن المال لا يمنح الأمان، سواءَ كان في اليد، أو سعى إليه الإنسان.

أم هو في السلطان؟ .. لقد صنع الملك بيلشاصر وليمة شهيرة لعظمائه الألف في أوج مجد المملكة الكلدانية، الرأس من ذهب للامبراطوريات الأربعة الشهيرة ( دا 2: 31 - 45). ولكن كل هذا المجد والسلطان جاءت نهايته في ليلة واحدة من قِبَل مملكة مادي وفارس (دا 5). ثم من بعده، في أيام أحشويروش الملك، تم تدبير فتنة لقتل الملك من داخل القصر نفسه، بل ومن حراس بيت الملك!! ( أس 2: 21 - 23). ولولا اكتشاف مردخاي لها، لأغتيل الملك وقتها. إن قصور الملوك لا تمنح أمانًا من الخارج، ولا تأمن مكائد الداخل. فأين الأمان إذًا؟

إنه في ستر العلي وحده! وفي ظل القدير وحده! ( مز 91: 1 ).

ليتك ـ يا عزيزي القارئ ـ تُسرع إلى المسيح الآن، بالتوبة وبالإيمان، فيمنحك الغفران، ويَهَبك الأمان. وليتنا جميعًا تكون لنا معه الشركة الأعمق، والعلاقة الأوثق، فلا تُرعبنا غوائل الأيام، ولا ترهبنا صروف الدهر، بل «في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا».

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net