الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 12 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة لا تسقط أبدًا
المحبة لا تسقط أبدًا. وأما النبوات فستبطُل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسَيبطُل ( 1كو 13: 8 )
في 1كورنثوس13: 7 تُذكر أربعة من الصفات الإيجابية العظيمة المُميزة للمحبة. فالمحبة «تحتمل كل شيء» أو ”تستر (تتغاضى عن) كل شيء“. هي لا تقرّ بالطبع أي شيء يتعارض مع القداسة، ولكنها لا تُسرّ أبدًا بنشر أخطاء الآخرين.

والمحبة تصدق كل ما يمكن اكتشافه في الحق، وهي ترجو أن يكتمل كل نقص في الشخص المحبوب في الوقت المعيَّن، وهي تتحمل في الوقت نفسه كل عيب قد يكون موجودًا. ومن الواضح أن عبارة «كل شيء» التي تتكرر أربع مرات، يجب أن تُفهم على أنها قاصرة على السياق هنا. فعلى سبيل المثال، أن مَنْ يصدّق «كل شيء» بشكل مُطلق، سيقع ببساطة في شَرَك (مستنقع) الشكوك والخديعة ( أم 14: 15 ).

والصفة المميزة الإيجابية السابعة للمحبة، هي أنها «لا تسقط أبدًا» (ع8). وهذا يمكن أن ندركه إذا نظرنا إليها كما تُرى في ملئها في الله نفسه. ولو أن المحبة الإلهية سقطت (فشلت)، لكان كل مكان شوّهته الخطية قابع في ليل دائم في ظلام اليأس. فمع وجود كارثة الخطية البشعة، لم تتردد المحبة الإلهية ولم تفشل، بل دبّرت طريق البر الذي أمكن به، لا إصلاح الموقف فقط، بل أكثر، فنال الناس البركة، وتبرر اسم الله منتصرًا. صحيح، أنه يبدو أحيانًا أن المحبة قد فشلت، ولكن نظرة الله بعيدة المدى، وتدبيراته تمتد لآلاف السنين وليس لأيام. والمحبة هي دائمًا التي تغلب في النهاية.

وهذا لا يمكن أن توصف به أية موهبة أخرى مهما كانت عظيمة. فالنبوات قد تبطُل، بمعنى ”يُستغنى عنها بعد أن تخدم هدفها“. والألسنة ستنتهي، إذ لن يكون هناك حاجة إليها في الدهر الآتي. وحتى «العلم فسَيُبطَل». ومعنى الانتهاء أو البُطلان توضحه الآيات الخمسة التالية (ع9-13). فالعلم والنبوة ـ حتى علم بولس ونبوته ـ جزئية. وبالنسبة لكل من العلم والنبوة الحالية، سيصلان يومًا إلى الكمال. وعندما يتحقق هذا، سينتهي (سيُبطَل) كل ما هو جزئي وناقص ويختفي تمامًا، كما يختفي القمر في ضوء الشمس. ولكن هناك أشياء ستثبت، وأعظمها المحبة. هذا قد يكون صحيحًا، ولكن الرسول يقول شيئًا آخر «أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة».

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net