الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخادم ومدرسة الاختبارات العملية (2)
أمر فأهاج ريحًا .. فرفعت أمواجه. يصعدون إلى السماوات. يهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء... فيصرخون إلى الرب في ضيقهم، ومن شدائدهم يُخلصهم ( مز 107: 26 - 28)
عرفنا سابقًا أن كل خادم نافع مُثمر، لا بد أن يتدرب في ثلاثة مدارس حددتها مشيئة الرب: مدرسة الكلمة الإلهية، ومدرسة الاختبارات العملية، ومدرسة الآلام التهذيبية. وتكلمنا سابقًا عن مدرسة الكلمة الإلهية، والآن إلى مدرسة الاختبارات العملية.

وما أهم الخبرة العملية لحياة الخادم «فيجب أن يكون الأسقف ... غير حديث الإيمان لئلا يتصلَّف فيسقط في دينونة إبليس» ( 1تي 2: 2 - 6). وأهميتها ترجع لكون أن ما يصقل الخادم هو حياة الخدمة في أتعابها وأثقالها، في آلامها وأفراحها، في نجاحها وإحباطاتها، في مُشجعاتها ومُفشلاتها أيضًا. إنها ليست الحياة الهادئة المستريحة الخالية من الاضطرابات والمفاجآت، والتي نتيجتها أن يكون صاحبها قليل الخبرة.

انظر إلى ما يقوله إرميا عن هذا النوع من الحياة «مستريح موآب منذ صباه، وهو مُستقر على دُرديه، ولم يُفرَّغ من إناء إلى إناء، ولم يذهب إلى السبي، لذلك بقيَ طعمه فيه، ورائحته لم تتغير» ( إر 48: 11 ). هذه هي الحياة المستريحة التي يرغبها الجسد ويتمناها الكثير من المؤمنين، لكنها لا تُنتج أشخاصًا نافعين مؤثرين مُثمرين. لكن انظر إلى ما يقوله الكتاب عن تدريبات الخدام «النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملاً في المياه الكثيرة، هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العُمق ... فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم. وليرفعوه في مجمع الشعب، وليسبحوه في مجلس المشايخ» ( مز 107: 23 - 32).

ما أروع التدريبات الإلهية، أَ لم يجتز التلاميذ في مثل هذه التدريبات عندما ألزمهم الرب أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبر؟ لقد صارت سفينتهم في وسط البحر مُعَذبة من الأمواج لأن الريح كانت مُضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر. ويا لروعة ما شاهدوه! ويا لعظمة ما سمعوه! لقد شاهدوا حبيبهم ومعلمهم وهو يطأ الأمواج بقدميه، وسمعوا صوته العَذب مُطمئِنًا إياهم قائلاً: «تشجعوا! أنا هو. لا تخافوا».

أحبائي: ما أحكمه وما أروعه!! فلنتعلم أن نقبل كل ظروف الحياة من بين يديه كفرصة للتدريب والتعليم.

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net