الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السبي ورد النفس
عندما ردَّ الرب سبي صهيون، صرنا مثل الحالمين. حينئذٍ امتلأت أفواهنا ضحكًا، وألسنتنا ترنمًا. حينئذٍ قالوا بين الأمم: إن الرب قد عظّم العمل مع هؤلاء ( مز 126: 1 ، 2)
”الخطية لها عقاب“ .. هذه العبارة سمعتها من فم شخص مُكرَّس طالما خدم وتعب وبشَّر وربح نفوسًا كثيرة للرب، ثم سمح له الرب باجتياز تجربة مريرة. وحول مائدة صغيرة دار الموضوع حول هذه التجربة المُرَّة، فقال بنبرات قوية هادئة: ”الخطية لها عقاب“.

نفذت هذه الكلمات إلى أعماق قلبي، فنحن نرتبط بإله قدوس لا يطيق الشر، وفي غفلتنا وتهاوننا قد تنحرف أرجلنا إلى مزالق الشر، حتى لو كنا ما زلنا محتفظين بأماكننا بين الأخوة، مستمرين في عبادتنا، نشطين في الخدمة، وفي أعين الجميع بلا لوم. لكن ما أطهر عينا ذلك الإله القدوس. إنهما لا تستطيعان النظر إلى الشر. إنه يرى الخطية التي لا يراها أحد على الإطلاق، وحينئذٍ تمتد يد الرب علينا بالتأديب.

والسبي هو التأديب الموجع مِن قِبَل إله مُحب. السبي هو الفصل عن تعزيات الروح القدس، وقد يصاحب السبي أيضًا آلام زمنية متنوعة تُخرج الآهات من أفواهنا، والأنّات من قلوبنا، والدموع ـ رغمًا عنا ـ من عيوننا .. ولكن إلى متى يستمر هذا السبي؟ .. إلى متى نُحرم من التعزيات؟ .. إلى متى نئن ونتألم ونتوجع؟

أُبشِّرك، عزيزي، إنها فترة محسوبة بدقة شديدة. فالسبي الذي يتحدث عنه المرنم لم يَزِد يومًا واحدًا عن المدة التي سَبَتتْ فيها الأرض واستوفت سبوتها ( 2أخ 36: 21 )، لأن الرب كان يتوق إلى رد سبي شعبه أكثر مما يتوق الشعب نفسه.

وهكذا يفرح المؤمن، بل يفرح الرب جدًا عندما ينتهي وقت السبي. والذين اختبروا ردّ النفس بإعادة التعزيات وإنهاء الآلام، يستطيعون أن يقدِّروا فرحة وغبطة وسعادة ردّ النفس بإعادة التعزيات وإنهاء الألم، حينئذٍ بالحق تمتلئ الأفواه ضحكًا والألسنة ترنمًا، حينئذٍ يصعد الهتاف والتسبيح والتهليل لمجد الرب الكريم الذي ردّ السبي وردّ الأفراح وعظَّم التعزيات وكثَّر البركات بوفرة وكرم وسخاء. وحينئذٍ يتعلم المؤمن، ويتمنى لو استطاع أن يعلِّم كل إخوته أن يسيروا في خوف وتدقيق وحكم على النفس، لكي يُعفوا من سبي مرير، متذكرين دائمًا أن ”الخطية لها عقاب“. أيضًا يُبشر كل مَن يجتاز فترة السبي المريرة أن الرب سيرُّد نفسه إذا اختبر الندم الحقيقي على الشر، وأصلح طرقه أمام الرب.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net