الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لذاتي مع بني آدم
لما ثبَّت السماوات كنت هناك أنا ... كنت عنده صانعًا، وكنت كل يوم لذته، فَرِحة دائمًا قدامه. فَرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم ( أم 8: 27 - 31)
مَنْ قال هذه الكلمات مُعبرًا بها عن مثل هذا الاهتمام العميق نحو الجنس البشري البائس؟ إنه ابن الله الذي قيل عنه إنه الكلمة، والحكمة الأزلية. لقد كان الابن منذ الأزل مع الآب وفي حضنه. ساكنًا في محبته. في هذه الشركة المقدسة التي ليس لها نظير، كان ابن محبة الآب لذة دائمة لأبيه، وكان فرحًا دائمًا قدامه. كما أنه منذ الأزل كان أمامه أن يأتي يومًا إلى هذا العالم ليُعلن مجد الآب ويُظهر محبته، لأن لذَّاته مع بني آدم.

وفي أمثال 8 يرجع بنا روح الله إلى ذلك الماضي السحيق حيث الأزل، ويعلن لنا عُمق المسرة الإلهية الدائمة الثابتة، فرح الآب بالابن ونتائجه.

وعندما خلق الله المسكونة وترنمت كواكب الصبح معًا وهتف جميع بني العلي ( أي 38: 7 )، وكان فرح ابن الله حينئذ أمام الله أبيه في مسكونة أرضه، لم يفرح الابن في الأعمال مع ما اتصفت به من عظمة وجمال، والتي أْضْفَت على الأرض زينتها ورونقها. فلا الثلوج وهي تتوج الجبال، ولا المحيطات مهما اتسعت، ولا السهول مهما أخصبت وحفلت بالأنهار والمياه الجارية، لا شيء من هذا اتجهت إليه أفراح الابن، بل اتجهت إلى كل مكان حيث يسكن الناس، سواء في الأكواخ الحقيرة أم في القصور العظيمة، سواء في المدن المزدحمة أم في القرى الهادئة. وقبل أن يبدأ الزمن، كان يفكر في الأرض حيث يأتي ليبذل نفسه يومًا ما.

إن محبة الابن نحو بني آدم لم تتغير بدخول الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. على العكس، فخطية الإنسان والشقاء الذي جلَبته، أعطيا الفرصة لكي تكشف نعمة الله عن نفسها نحو الإنسان الخاطئ في كل غناها وملئها العجيب «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ).

عندما كنا عبيدًا أشقياء للخطية، وكنا نرزح تحت سلطان الموت، أخذ الرب يسوع على عاتقه قضيتنا. لم يهتم بحالة الملائكة الذين سقطوا من مقامهم السامي ولكنه صار وسيطنا. وضع نفسه وتسربل بلباس الطبيعة الإنسانية، ولكن بلا خطية حتى يتمكَّن من رفعنا إلى الأمجاد السماوية.

أراد أن يكون إنسانًا مثل أولئك الذين اتجهت إليهم لذَّته، ولكن بلا خطية .. حقًا إن «لذَّاته مع بني آدم».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net