الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 18 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قوس قزح في السحاب !
وضعتُ قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض. فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض، وتظهر القوس في السحاب، أني أذكر ميثاقي.. ( تك 9: 13 - 15)
السحاب ذرات مائية، بخار الماء المتصاعد من الأرض مصحوبًا بغبار وذرات التراب التي في هواء الأرض. وإذ تتكثف هذه الذرات في الطبقات العُليا الباردة، تتجمع معًا لتكوِّن السحاب الذي يحجب نور الشمس، هذا من الوجهة العلمية. أما روحيًا فالسحاب يرمز إلى خطايا الإنسان المتصاعدة إلى السماء لتحجب نور الله عنه، لذلك يقول الله في إشعياء 24: 22 «محوت كغيمٍ ذنوبك، وكسحابة خطاياك».

والنور حين تُرسله الشمس إلى الأرض، يجد أمامه السُحب التي تُغلِّف الأرض ولكنها لا تستطيع أن تمنعه، فينكسر داخلها وعلامة انكساره أنه يتحلل إلى سبعة ألوان فتتكون هذه القوس البديعة التي لا تظهر إلا في النهار.

ولقد قال الرب يسوع: «أنا هو نور العالم» وقال أيضًا: «أنا جئت نورًا للعالم» ( يو 8: 12 مز 69: 20 إش 53: 6 نقرأ أن «وجهه كالشمس». ولكن هل انكسر هذا النور؟ نعم، لقد قال: «العار قد كسر قلبي» ( تك 9: 13 ). وأين كان هذا؟ عند الصليب! حيث وُضعت كل الخطايا فوقه «الرب وضع عليه إثم جميعنا» (إش53: 6). وذلك الملاك القوي الذي على رأسه قوس قزح في رؤيا10: 1 هو الرب يسوع المسيح نفسه. وما معنى أن ينكسر؟ أن يُصلب ويسيل دمه، أن يكون هو ذبيحة الخطية! وما معنى السحاب الذي تجمَّع فوقه؟ إنه خطايانا. فما معنى قوس قزح إذًا؟ أظنه قد أضحى واضحًا أنه عهد الله. ميثاقه كما ذكر لنوح، ميثاق الصفح والغفران الأبدي ولا شك! فيقول الله لنوح: «وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض ..... فلا تكون أيضًا المياه طوفانًا لتُهلك كل ذي جسد» (تك9: 13- 15).

والعجيب أنه كلما كانت السُحب كثيفة، كلما كانت القوس واضحة وجميلة وألوانها زاهية. وفي هذا نرى معنى قول الكتاب: «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ). نعم «الله بيَّن محبته لنا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). فكلما ترى خطاياك كثيرة انظر إلى عمل المسيح لك ودمه الذي سال لأجلك على الصليب فتحظى بالغفران، بل وبالعهد الأبدي ميثاق الله الأبدي للعفو الأبدي «ميثاقًا أبديًا» ( تك 9: 16 ).

زكريا عوض الله
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net