الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 مايو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبيَّا .. ودروس أدبية
وابتدأ أبيا في الحرب بجيشٍ من جبابرة القتال، أربع مئة ألف رجل مختار، ويربعام اصطف لمحاربته بثمانِ مئة ألف رجل مختار، جبابرة بأس ( 2أخ 13: 3 )
قبل أن تبدأ الحرب، وقف أبيا ملك يهوذا، على قمة الجبل، ونادى يربعام ملك إسرائيل وجيشه الضخم متكلمًا إليهم بخطاب تضَّمن تلخيصًا لتاريخ إسرائيل منذ أيام الانقسام. وحاول أو يُظهر لهم أنه هو وشعبه في الوضع الصحيح، وأن الله يقف في جانبهم، بينما يربعام والعشرة الأسباط هم في وضع خاطئ تمامًا ( 2أخ 13: 4 - 12). ومن الواضح من خطابه أنه يعرف تاريخه جيدًا، ولكنه أسقط تمامًا أي ذكر لأخطاء سليمان ورحبعام والتي حدثت بسببها الانقسام في المملكة. إنه عرف امتيازات يهوذا التي يستمتع بها من جهة امتلاكه الهيكل وعبادة الله الحقيقي، ولكنه لا يشير مُطلقًا إلى عدم أمانتهم المستمرة والمتكررة للرب. لقد خلا حديثه من الاعتراف والتواضع، وعظَّم ذاته وحط من شأن خصومه.

أَ لسنا نحن مُذنبين إذ نفعل الشيء ذاته؟ فنفتخر بالامتيازات التي يمنحها الله لنا كما لو كنا نستحقها. إننا نفتخر بمركزنا وبما امتلكناه متعظمين، ونتجاهل تمامًا بؤسنا وعدم أمانتنا والتي تتعارض على خط مستقيم مع مثل هذه الامتيازات. والله يعلم، ويُرينا عادة كذب افتخارنا.

لقد افتخر أبيَّا بامتيازات الله لهم، وأمانتهم لله أمام يربعام وجيشه العظيم، كما اتهمهم بترك الرب. ولكن حالة يهوذا أمام الله لم تكن تتوافق مع امتيازاتهم العظيمة. ومثل لاودكية في رؤيا 3، كان افتخارهم بعيدًا عن تقدير الله لحالتهم. أما يربعام فلم يتأثر بهذا الافتخار. فقد كان تعداد جيشه ضعف تعداد جيش أبيَّا، وأقام كمينًا ضد أبيا، فأصبح يهوذا مُحاطًا بالعدو من الأمام ومن الخلف (ع13). فماذا يفعل يهوذا إزاء هذه الورطة؟

«فصرخوا إلى الرب، وبوَّق الكهنة بالأبواق» (ع14). كان الله قد أخبرهم منذ مئات السنين «وإذا ذهبتم إلى حرب في أرضكم على عدو يضربكم، تهتفون بالأبواق، فتذكرون أمام الرب إلهكم، وتخلصون من أعدائكم» ( عد 10: 9 ). وكم هو حسن أن نرى الشعب يستفيد من موارد نعمة الله! والله دائمًا أمين تجاه مواعيده! أ فلا يفعل ذلك دائمًا؟ شكرًا لله «إن كنا غير أُمناء، فهو يبقى أمينًا، لن يقدر أن يُنكر نفسه» ( 2تي 2: 13 ). فإذا رجعنا إليه بتواضع واستندنا عليه في حاجتنا، فسنختبر أنه لا يخزينا.

يوجين فيدر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net