الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الدعوة إلى حمل الصليب
وقال للجميع: إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني ( لو 9: 23 )
بعد أن رسم الرب الخطوط العريضة لمستقبله (ع22)، دعا تلاميذه إلى اتّباعه. وكان هذا يحتِّم عليهم ضرورة إنكار ذواتهم وحمل صليبهم. وإنكار النفس يعني التنازل طوعًا عما يُسمَّى الحق في التخطيط أو في الاختيار، والاعتراف بربوبيته وسيادته على كل جانب من جوانب حياتنا. أما حمل الصليب، فيعني أننا نختار طوعًا صنف الحياة التي عاشها الرب. وهذا يتضمن: مقاومة الأحباء لنا، وتعيير العالم، وأحيانًا ترك العائلة والبيت والأراضي وترفُّه هذه الحياة، الاتكال الكُلي على الله، الطاعة لإرشاد الروح القدس، إذاعة رسالة غير مُرحَّب بها عند العامة، السير في درب موحش، هجمات منظمة مصدرها القادة الدينيون الرسميون، التألم لأجل البر، التعرُّض للإهانة والخجل، بذل الحياة لأجل الآخرين، الموت عن الذات وعن العالم.

إلا أن ذلك يتضمن أيضًا الإمساك بالحياة؛ الحياة الفعلية. كما أنه يعني العثور على السبب الكامن وراء وجودنا، ويعني أيضًا نوال المُجازاة الأبدية.

وأضاف الرب قائلاً: «فإن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَنْ يُهلك نفسه من أجلي فهذا يُخلِّصها» (ع24). فنحن نميل بشكل طبيعي إلى تخليص حيواتنا من خلال موقف أناني، ورتيب، وحقير؛ شعاره الاكتفاء بما نحن عليه. وقد ننغمس في الملذات والشهوات، من خلال تنعُّمنا بالرخاء، والرفاهية، والراحة، وبعيشنا ليومنا الحاضر، وبتسخيرنا أفضل ما نملك من مهارات للعالم، مقابل بعض السنوات من الطمأنينة المزيّفة. لكننا بفعلنا هذا، نُهلك حيواتنا، أو نخسرها، بمعنى أننا نخطئ عن بلوغ الهدف الحقيقي من الحياة، مع ما يجب أن يرافقها من مُتعة روحية عميقة. ومن جهة أخرى، قد نُهلك حيواتنا في سبيل المُخلِّص، وفي هذه الحال، سيعتبرنا الناس مجانين إن كنا نضرب بطموحاتنا الأنانية عرض الحائط، ونطلب أولاً ملكوت الله وبره، وإن كنا نسلِّم نفوسنا للرب تسليمًا كاملاً، ومن دون أي قيد أو شرط. إلا أن حياة التسليم للرب هذه تُشكِّل الحياة الحقيقية. ففيها من الفرح، ومن النُصرة المقدسة على القلق، ومن الشبع الداخلي العميق، ما يعسر وصفه.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net