الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جدعون وطريق الإيمان
وقال الرب لجدعون: لم يَزَل الشعب كثيرًا. انزل بهم إلى الماء فأنُقيهم لك هناك ( قض 7: 4 )
لقد تدَّخل الرب ليُعلن لجدعون أن العمل هو عمله، ولا يجب أن يكون للشعب فرصة للافتخار على الله، فيقول «يدي خلصتني». وتبعًا لذلك كان على جدعون أن ينادي في آذان الشعب قائلاً: «مَنْ كان خائفًا ومُرتعدًا فليرجع وينصرف» ( قض 7: 3 ). وكانت بلا شك تجربة لإيمان جدعون أن يرى اثنين وعشرين ألفًا من الشعب يرجعون: ولكن هذا هو طريق الإيمان. إذا كان قد آمن، فلا يجب أن يرتبك ويتحيَّر حينما يرى الوسائل التي توقّع أن تضمن له النهاية المرغوبة وقد ذابت تقريبًا. ولكن رغم هذه التجربة، نرى جدعون قويًا في الله، ولم يفقد شجاعته، وهذا نتيجة لتعليم الله ومُعاملاته معه بالنعمة، لأنه من الأفضل لرجل الإيمان أن يكون معه قلة من الأمناء، على أن يكون معه أُناس كثيرون ضعفاء ومتقلقلون.

ورغم أن الشعب الذي بقى كان أقل من ثُلث العدد الأصلي، إلا أن هذا العدد كما أعلن الرب «لم يَزَل كثيرًا». ثم يأمر بأن الجماعة الباقية كلها توضع تحت الاختبار؛ وذلك لغربلتها، وإظهار كل مَنْ هو مستعد حقيقة للحرب وللشهادة لأجل الرب. إن هذا الامتحان هو ككل السهام التي في جُعبة الله، برمية واحدة تُصيب الهدف، وتنتج ما تعجز عنه كل المجهودات والمحاولات البشرية. إنها تميز أفكار القلب ونياته. لقد كان هذا الامتحان وسيلة لإظهار حقيقة هذه الجماعة الباقية: هل هم جميعًا مشغولون بالغرض الواحد: الإرسالية الوحيدة، أم سيَسهون عنها ولو لحظة واحدة لكي يتمتعوا بانتعاش الطبيعة؟ هذا هو معنى اختبار الماء. ويا لها من نتيجة! فقد وجد أن تسعة آلاف وسبعمائة من الشعب لم يكونوا موحدي الفكر: لقد جثوا على ركبهم ليشربوا. ورغم أنهم بدون شك كانوا مشغولين جدًا بالنجاح، ولكن هذه المشغولية لم تَسُدْ تمامًا على رغبتهم الطبيعية لأجل الانتعاش الشخصي. ولم يوجد إلا ثلاث مئة رجل قلوبهم موحّدة للرب، ولهم مثل هذا الإنكار للذات، حتى أنهم لم يأخذوا إلا ما هو ضروري لتقويتهم، ثم أسرعوا للمحاربة الحسنة، بصرف النظر عن الحاجة الشخصية أو الانتعاش الطبيعي. ووأسفاه! إذا وضع مثل هذا الامتحان لنا، كم منا سيُحسب ضمن جماعة جدعون الأخيرة؟!

ج. ستوني
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net