الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مريم عند القبر
وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا، والظلام باقٍ ( يو 20: 1 )
في الأصحاح العشرين من إنجيل يوحنا، نرى صورة جميلة لمحبة المؤمن لفاديه وحبيبه الرب الذي بذل حياته لأجله فوق الصليب، فنرى مريم المجدلية آتية إلى القبر باكرًا جدًا في الصباح، فلم تنتظر شروق الشمس، بل بكَّرت والظلام باقٍ للذهاب إلى المكان حيث كان موضوعًا جسد أعز وأعظم حبيب لها ـ سيدها وفاديها الرب يسوع ـ الذي كان قلبها مشغولاً بتقديم خدمة لجسده الكريم. فقلبها الذي كان مملوءًا حُبًا ومشغولية بشخصه العزيز المبارك، لم يجد راحة في الانتظار في مكان بعيد عنه.

وظاهر من هذه الصورة أنها ذهبت وحدها، فلم يكن معها أحد يشجعها أو يواسيها أو يعزيها في الطريق، وهي امرأة ضعيفة ماشية منفردة وحدها في الظلام منكسرة القلب، متألمة وحزينة لموت سيدها وربها المحبوب.

بطرس الذي قال مرة للرب يسوع: «إني أضع نفسي عنك» ويوحنا الحبيب الذي كان يسوع يحبه، لم تصل مشغوليتهما بالرب يسوع لهذه الدرجة، لأنهما بعد أن دخلا القبر وتحققا أنه كان فارغًا، ونظرا أكفان الموت التي تركها ذلك السيد العظيم الذي كسر شوكة الموت وقام من الأموات، رجعا إلى موضعهما، أما مريم التي كان قلبها مملوءًا حُبًا لسيدها لم تفكر قط في الرجوع، بل استمرت واقفة باكية منحنية ناظرة إلى القبر.

وليس ذلك فقط، بل نرى أيضًا في هذه الصورة الجميلة مقدار تأثير المشغولية بقلب مريم، فإنها لما التفتت إلى الوراء، قالت لمن ظنت أنه البستاني: «يا سيد، إن كنت أنت قد حملته، فقُل لي أين وضعته» (ع15). فنلاحظ هنا أنها لم تذكر اسم يسوع، فلم تَقُل: ”يا سيد، إن كنت أنت قد حملت يسوع ...“، بل قالت: «إن كنت أنت قد حملته ...» إذ نظرًا لأن قلبها كان مملوءًا بالمشغولية بيسوع، ظنت أن مَن تحدثه مشغول مثلها به، فلم تخاطبه كشخص خالي الذهن ممن يشغل قلبها بجملته.

وهذه هي لغة قلب المؤمن في كل زمان ومكان متى وصلت مشغوليته بشخص الرب لهذه الدرجة، فإنه يظن أن المؤمنين الذين يراهم حوله، لا بد وأن تكون لهم المشغولية مثله بهذا السيد الحبيب.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net