الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأخبار الطيبة
مياه باردة لنفسٍ عطشانة، الخبر الطيب من أرض بعيدة ( أم 25: 25 )
من أين لأرض التعب والأنين بخبرٍ طيب؟ وفي يومنا الحاضر ما أقل ما نسمع عن خبر طيب يأتينا من أي اتجاه.

لكن الحكيم يقول إن الخبر الطيب، والذي يروي النفس حقًا، هو «من أرض بعيدة». ”المياه“ كم هي لازمة للحياة! أما أن تأتي المياه لنفسٍ عطشانة، فكم يكون الأمر جميلاً آنذاك. أما وأن تكون هذه المياه باردة أيضًا، فلا يوجد أروع من ذلك!

وإن كان كلام الحكيم في تطبيقه المباشر والبسيط جميلاً فعلاً، إذ ما أجمل أن نسمع خبرًا طيبًا عمَّن نحبهم وهم في بلاد بعيدة (مثلاً). لكن المؤكد أن الوحي يقصد تطبيقًا أوسع مدى وأغنى: معنى ومبنى. ويمكننا القول إن الله قصد أن يشهد تاريخ البشرية ثلاثة أيام، لعلها الأهم في كل التاريخ، حملت فيها بشرى السماء، العزاء والرجاء، لسكان الأرض البؤساء! وكلها مرتبطة بالمسيح، مصدر كل بُشرى سارة وخبر طيب.

اليوم الأول هو يوم تجسد المسيح، حين جاء الصوت السماوي: «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم ... مُخلِّص هو المسيح الرب» ( لو 2: 10 ، 11). وإزاء هذا اليوم يلزمنا الإيمان بسر التقوى: الله (الذي) ظهر في الجسد ( 1تي 3: 16 ).

واليوم الثاني هو يوم قيامة المسيح، حين جاءت بشارة الملاك واضحة وقاطعة للمريمات: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام!» ( لو 24: 5 ، 6). وهذا اليوم يضرم فينا المحبة لمن تمَّم عمل الفداء.

أما اليوم الثالث فهو يوم مجيء المسيح، حيث وعد الرب نفسه 4 مرات في سفر الرؤيا بأنه «آتي سريعًا» ( رؤ 3: 11 ، 22: 7، 12، 20). وهو اليوم الذي يشعل في نفوسنا الرجاء: لراحتنا، وفرحنا الأبدي، ثم بعد ذلك بنحو سبع سنوات لمجد المسيح في كل الأرض.

أيها الأحباء: ليتنا نتحول عن الأرض بأخبارها المُجدبة، إلى السماء ببُشراها المُنعشة؛ بل إلى الشخص السماوي نفسه الذي إليه تتوق نفوسنا المتعطشة.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net