الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 سبتمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داود والتي لأوريا
جاء ضيفٌ إلى الرجل الغني ... فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيأ للرجل الذي جاء إليه ( 2صم 12: 4 )
نتعلم من رسالة يعقوب هذا المبدأ الكتابي «كل واحد يُجرَّب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتًا» ( يع 1: 14 ، 15). فالتجربة تبدأ من داخل الإنسان وتتحرك فيه بالشهوة. أما المسيحي فعليه أن يقطع خيط التجربة ولا يُغذيها، وإلا ستصل إلى نهايتها حيث السقوط بنتائجه المُرّة، وما يجلبه على النفس من قضاء إلهي رهيب كما حدث لداود.

وبحسب المَثَل الذي قاله ناثان النبي ليُيقظ ضمير داود بعد وقت طويل من سقطته. فقد جاء الضيف إلى داود، وهو الشهوة التي استقرت معه. ولو كان داود ساهرًا مُصليًا متمسكًا بكلمة الرب وبمطالب مملكته، وقلبه مع شعبه الذي يحارب العدو، لَمَا قيل عنه «في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك» ( 2صم 11: 2 ). آه، لو كان ساهرًا لنجى نفسه من ضيقات لازمته حياته، ولكان قد خلص من السيف الذي قضى على أربعة من أولاده. ولو عرفنا قسوة التجربة لسهرنا وصلينا ( مت 26: 41 ). إن المساء ليس وقت الشهوات، إنما هو وقت خدمة المُغنين في بيت الرب ( 1أخ 9: 33 )، وعبيد الرب يباركون الرب بالليالي ( مز 134: 1 )؛ وهو وقت تقدمة المُحرقة المسائية. وكيف غاب عن داود كلام الشريعة بأن يكون للسطح حائط ليمنع السقوط؟ ( تث 22: 8 ). لم تكن أسوار التعفف وضبط النفس مرتفعة وعالية لتحفظه في أمان. فجاءه الضيف ولم يرفضه «فرأى من على السطح امرأة تستحم». أ لم يتعلم من يوسف ”البار“ الذي رفض هذا الضيف بكل إغراءاته إذ كان دائمًا أمام الله، فقال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 9 ). أ لم يتعلم من أيوب «الكامل والمستقيم» الذي قال «عهدًا قطعت لعينيَّ، فكيف أتطلع في عذراء؟» ( أي 31: 1 ). وهل يمكن لداود أن يبرر سقطته لأنه رأى امرأة عارية تستحم؟ فبالإضافة إلى أن له نساء كثيرات (وهذا لا يتفق مع تحذير الرب للملك أن لا يُكثر له النساء) ( تث 17: 17 )، وفضلاً عن كونه رجلاً ناضجًا لا شابًا متهورًا، فإنه لم يكن متمسكًا بوصية الرب لكي لا يحيد عنها، وكان تاركًا شعبه يموت في الحرب. فلنحذر من تبرير سقطاتنا بأية حُجة كانت.

ثروت فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net