الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 يناير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإله القديم ملجأ
الإله القديم ملجأ، والأذرع الأبدية من تحت ( تث 33: 27 )
«الإله القديم ملجأ» أي الإله الأزلي الذي لا بداية له. كل الآلهة التي عبدها الناس لا يمكن أن يُقال عنها آلهة قديمة، حتى الشمس فإنها قد خُلقت في الزمان، أما إلهنا «فمنذ الأزل إلى الأبد أنت الله» الإله القديم الذي اختُبر ملجأ في الماضي هو ملجأ إلى الأبد. «أما عرفت أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب (أي الإله القديم)... لا يكلُّ ولا يعيا» ( إش 40: 28 ). ومَنْ هو الذي كان يحتاج إلى الملجأ إلا الذليل المسكين والمُطارد من الأعداء. مَن الذي كان يحتاج إلى الملجأ في إسرائيل إلا المُطارد من ولي الدم المُهددة حياته بالزوال. ويا لإلهنا من ملجأ حصين ندخله دائمًا في أرض المذلة والأعداء فنحتمي ونتمنَّع «الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت. أقول للرب: ملجأي وحصني ... إلهي فأتكل عليه». ولا يمكن أن تنفذ سهم الأعداء إلينا إلا إذا اخترقت الملجأ أولاً وحاشا لها أن تفعل ذلك. قال الرب له المجد «ولا يخطفها أحدٌ من يدي ... ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي» ( يو 10: 28 ، 29). فيا له من أمان وسلام يجب أن تشعر به النفس المحتمية في الله القدير! «لأنك قلت: أنت يا رب ملجأي. جعلت العلي مسكنك، لا يلاقيك شر» ( مز 91: 9 ). وهذا أمر بديهي لأن الشر موجود في الأرض من أسفل، أما الذي سكن في العلي فوق، فهو في دائرة آمنة من كل شر.

«والأذرع الأبدية من تحت». كثيرًا ما قرأنا هذه العبارة، ولكن قلما تأملنا في ما عسى أن يكون وصف تلك الأذرع الأبدية. مكتوب عن الرب أنه «قاسَ السماوات بالشبر» فإن كان الشبر يقيس السماوات، فكم تكون الذراع؟ «مَن كال بكفه المياه ... ووَزَن الجبال بالقبان، والآكام بالميزان؟ ... هوذا الأمم كنقطة من دَلو، وكغبار الميزان تُحسب .. كل الأمم كلا شيء قدامه». هذا هو الرب الذي استخدم يده الرفيعة وذراعه المحدودة في خلاص شعبه من أرض مصر، والذي أذرعه الأبدية من تحت شعبه. كان أمام الشعب عبور الأردن وأمامه بعد ذلك صعاب وحفر حفرها له الأعداء، ولكنه كان محمولاً على الأذرع الأبدية من تحت. فالرب ملجأ يحمي من كل جانب والأذرع الأبدية ترفع من تحت. يا ليتنا نلقي أنفسنا ونستريح على هذه الأذرع الأبدية! «الرب ظلٌ لك عن يدك اليُمنى (كملجأ) ولا يَدع رجلك تزل (لسبب الأذرع الأبدية)» ( مز 121: 3 ، 5).

ف.و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net