الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أدلة كمال العمل
قد أُكمل ( يو 19: 30 )
يمكننا أن نتتبع عدة أدلة لكمال عمل المخلص من فوق الصليب، وهي أدلة فورية وقوية وأبدية كالآتي:

أولاً: الأدلة الفورية: وهي أدلة منظورة ومحسوسة. فنحن نعرف أنه عندما كان المسيح مُعلقًا فوق الصليب حدثت ظلمة معجزية فوق الأرض كلها. وما إن صرخ يسوع بصوتٍ عظيم وأسلم الروح حتى انقشع الظلام الذي خيَّم بغتةً على الأرض، وملأ الكون الضياء.  وهذا يدل على أن المسيح، الذي كان متروكًا من الله، قد أنهى العمل وأنجز المهمة. لكن ليس فقط عاد الضياء، بل حدث شيء آخر، أعني به الزلزلة التي شقّقت الصخور، وفتَّحت القبور، بل أيضًا قام كثير من أجساد القديسين الراقدين، مُعلنة نُصرة المسيح على الموت، عدو البشرية الأول. فكأن الله لم يسمح بأن يدخل المسيح إلى القبر إلا بعد أن يعلن أولاً نُصرة المسيح على الموت وعلى القبر.

ثانيًا: الأدلة القوية. وهي ليست أدلة في العالم الطبيعي، كعودة النور وتشقق الصخور وتفتح القبور، ولا هي أدلة في العالم غير المنظور، مثل دليل قيامة كثير من أجساد القديسين، بل إنه دليل في العالم الروحي والديني، إذ انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل. ويا له من دليل قوي! فذلك الحجاب، الذي كان طوال العهد الأول يعلن لكل مَنْ يريد الاقتراب إلى الله أن ”ممنوع الدخول“، قد انشق إلى اثنين مُعلنًا ترحيب الله بالخاطئ التائب، فإذ كُمِّل رئيس خلاصنا بالآلام فقد أمكن أن يأتي الله بأبناء كثيرين إلى محضره.

ثالثًا: الأدلة الأبدية. وهي بكل يقين أقوى هذه الأدلة جميعها، وأعني بها قيامة المسيح من الأموات في اليوم الثالث. إن هذه القيامة تعلن أن الله قَبِلَ المسيح وارتضى بعمله؛ وإلا فكيف قام المسيح من الأموات لو أن المسيح لم يكن قد أوفى كل الدين؟

وليس فقط قام المسيح من الأموات، بل إنه صعد إلى السماء، وتمجَّد إذ جلس عن يمين الله في الأعالي، ومن هناك أرسل الروح القدس ليسكن في قلوب المؤمنين به.

هللويا الـرب قـامْ بعدَ إكمـالِ العَمَلْ
بعـدَ مـوتٍ وآلامْ فلنُعظِـمِ الحَمَـلْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net