الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملاقط والمنافض
وتصنع منارة من ذهبٍ نقي .... وملاقطها ومنافضها من ذهب نقي ( خر 25: 31 ، 38)
المنارة من جانب تشير إلى المسيح، الذي هو الشاهد الأمين، ومن الجانب الآخر تشير إلى المؤمنين الذين هم شهادة لله في هذا العالم. ولكي ينير المسيح فقد مُسح بالروح القدس ( إش 61: 1 )، وكذلك المؤمنون أيضًا لهم مسحة من القدوس ( 1يو 2: 20 ؛ 2كو1: 21، 22). لذلك فقد قال المسيح: «أنا هو نور العالم»، كما قال أيضًا لتلاميذه: «أنتم نور العالم» ( يو 8: 12 ؛ مت5: 14).

ونلاحظ أن المنارة لا تشع ضوءًا بل تحمله. وذلك لأننا لسنا نورًا في ذواتنا، بل إننا نور في الرب ( أف 5: 8 ). ولقد كانت المنارة تتكون من سُرج سبعة (رقم الكمال)، لكنها كانت تعطي نورًا واحدًا. وكل المطلوب منا لكي ننير هو أن نكون ممتلئين من الروح القدس.

ويرتبط بالمنارة وضوئها شيء عملي على جانب كبير من الأهمية، وهو إصلاح السُرج، وهو ما كان يقوم به رئيس الكهنة ( خر 30: 7 ، 8)، مستخدمًا ملاقط من ذهب نقي، ومنافض من ذهب نقي ( خر 25: 38 ).

الفتائل في المنارة تشير إلى المؤمنين، أي إلى الأواني البشرية التي يستخدمها الروح القدس لإظهار نور المسيح. وهذه تحتاج بدون شك إلى الملاقط والمنافض لحفظ نورها لامعًا. ونلاحظ أن الرماد لا يتكون من الزيت، أي من الروح القدس، بل من الفتائل. وبدون هذه الخدمة الإلهية التي يقوم بها كاهننا العظيم، المسيح نفسه، مستخدمًا الملاقط والمنافض، فإن نور المنارة حتمًا سيخبو. ولذلك فإن المؤمنين في احتياج مستمر إلى سهر ورعاية كهنوتيين، سواء من المسيح الكاهن العظيم، أو من كل المؤمنين الذين يتميزون بالروح الكهنوتية، كقول الرسول بولس: «أصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة» ( غل 6: 1 ).

كانت المنارة في خيمة الاجتماع تضيء «من المساء إلى الصباح» ( خر 27: 21 )، أي طول الليل. ونحن الآن في ليل غياب الرب، والعالم يعيش في ظلمة روحية منذ أن صُلب المسيح وتم دفنه في القبر، وحتى يأتي ثانية إلى العالم. وفي الصباح سيتم إصلاح السُرج؛ أي أن كل عيب فينا، أيًا كان نوعه، سيتم إصلاحه أبديًا، لكي تُحضَر الكنيسة للمسيح كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب ( أف 5: 27 ). عندئذٍ سنكون أمام مجد الرب بلا عيب، في الابتهاج، كما سنضيء بلمعان أعظم، وذلك إلى أبد الآبدين.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net