الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 24 نوفمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطريق إلى النُصرة
وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سَيِّدهِ رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: اضطجع معي. فأَبَى .... ( تك 39: 7 ، 8)
يقول الوحي: «وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: «اضطجع معي. فأَبَى...». وهذه الكلمة الصغيرة في حجمها، العظيمة في معناها، كانت هي أول رد فعل ليوسف أمام أول محاولة من المرأة الشريرة. كما كانت رد فعل سريع (لاحظ الفاء والتي تفيد السرعة). كما وأنها رد حاسم وقاطع، «فأَبَى». والواقع فإن الرفض القاطع والحاسم والسريع، ومن أول مرة، هو صمام أمان كبير ضد السقوط في هذه الخطية.

إن قدرة الله قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى ( 2بط 1: 3 )، وفي العهد القديم تكررت هذه الكلمة العظيمة «أَبَى» ثلاث مرات. هنا يوسف أَبَى أمام شهوة الجسد. ومن بعده موسى «أَبَى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مُفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية» ( عب 11: 24 ، 25)، بإزاء تعظم المعيشة. ثم تلاهما أليشع الذي ألحَّ عليه نعمان بعطاياه المادية إزاء خدمته له، «فأَبَى» ضدًا لشهوة العيون. فأي عذر لنا نحن اليوم وكل قدرة الله لحسابنا بشكل أعظم مما أُتيح لهؤلاء الأتقياء في القديم.

وما أحوجنا إلى «عزم القلب» ( أع 11: 23 ) منذ بداية رحلة الإيمان، ومن بداية العمر. كم نحن في اشتياق لأن نرى بيننا شبابًا هم في الواقع رجال يعرفون أن يقولوا ”لا“ بكل العزم والحسم لمجد الرب «وأما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه» ( دا 1: 8 ). إن البدايات عادةً ما تحدد النهايات. وهذه البداية المشرِّفة والمشجعة كانت هي البُشرى الأولية أن يوسف سينتصر.

ويخطئ مَن يظن أن النُصرة والنجاح يأتيان فجأةً، إنه ليس أن نعيش كما يحلو لنا، ثم عند وقت التجربة نصرخ إلى الرب ونحن تحت ضغط نفسي وعصبي شديد لعله ينقذنا؛ والمؤسف أننا كثيرًا ما يكون هذا مسلكنا، والنتيجة أننا قليلاً ما نختبر النصرة. لكن يوسف يبدو أمامنا هادئًا وواثقًا، الأمر الذي يؤكد أنه إن كانت المرأة الفاجرة قد سبقت هذا الموقف باستعداد مؤكد، هو تركها للأهواء وللأفكار النجسة تسيطر عليها بلا رادع، وبلا عقل يحسب النتائج، وما أخطر أحلام اليقظة والهوى! نقول إن كانت المرأة استعدت لسقطتها، فإن يوسف كان مستعدًا للنصرة بالشركة القوية مع الرب.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net