الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 1 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطلان الاتكال على غير الرب
وحدث من بعد أربعين يومًا إن نوحًا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها وأرسل الغراب، فخرج مترددًا حتى نشفت المياه عن الأرض ( تك 8: 7 ، 8)
نتساءل في حيرة .. ما الذي دفع نوح بأن يُرسل الغراب؟ هل كان ينتظر أن يستكشف حالة الأرض من الغراب؟ إن واقع الحال يؤكد خيبة ظنه، إذ لم يَعُد إليه الغراب مرة أخرى، وعدم عودته لم تُضف إليه أية معلومة جديدة، إذ إنه قد وجد مستقرًا لرجله على الجيف المنتشرة بكثرة فوق المياه، والتي هي موجودة أساسًا من بداية حدوث الطوفان، الأمر الذي جعله يضطر أن يُرسل الحمامة.

وفي الحقيقة كان هذا درسًا نافعًا لنوح. إذ كان يجب أن يُدرك جيدًا أنه لا نفع يمكن أن يُرجى من الغراب، ذلك الطائر النجس. وفي الواقع أن هذا الدرس نحتاج إليه جميعًا.

ولقد كان الكتاب واضحًا في ذلك، وحذَّرنا من الاتكال على الإنسان بصفة عامة: «هكذا قال الرب: ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه» ( إر 17: 5 ). فكم تكون الحالة عندما نتكل على الأشرار؟! يقول الحكيم في هذا الصدد: «سِنٌّ مهتومة، ورجلٌ مخلَّعة. الثقة بالخائن في يوم الضيق» ( أم 25: 19 ).

فإن كان موسى قد جانبه الصواب عندما أراد أن يتخذ من يثرون حميه عيونًا له في البرية ( عد 10: 29 -32)، فماذا نقول عن آحاز الملك الذي في حيرته لم يلجأ حتى إلى مَنْ لهم علاقة بالرب ـ كما فعل موسى ـ بل لجأ بكل أسف إلى ملوك أشور الأشرار لكي يُساعدوه, وماذا كانت النتيجة؟ «فجاء عليه تلغث فلناسر ملك أشور وضايقه ولم يُشدده»؟! رغم أن «آحاز أخذ قسمًا من بيت الرب ومن بيت الملك ومن الرؤساء وأعطاه لملك أشور، ولكنه لم يساعده!» ( 2أخ 28: 16 -21).

عزيزي القارئ .. تُرى على مَنْ تتكل؟ إن كنت تتوقع خيرًا ممن هم حولك، فاعلم أنه: «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» ( مز 16: 4 ). ولكن إن كنت تضع ثقتك وكل اتكالك على الرب، فاعلم أيضًا أن كل مَنْ نظروا إليه استناروا ووجوههم لم تخجل ( مز 34: 5 )، بل يتم فيهم كلمات الرب بروح النبوة: «لا يخزَ بي منتظروك يا سيد رب الجنود. لا يخجل بي ملتمسوك يا إله إسرائيل» ( مز 69: 6 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net