الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مياه حية للقديسين العطاش
ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب، فتضرب الصخرة فيخرج منها ماءٌ ليشرب الشعب ( خر 17: 6 )
في رفيديم، عادت ذكريات مصر. عند النهر كانت عصا موسى مرتبطة بدينونات الله، فهناك رفع موسى عصاه وضرب مياه النيل فتحولت كلها إلى دم. وكان هذا العمل أول ضربة من سلسلة الضربات التي حلَّت على تلك الأرض المتمردة. فهل كانت تُستخدم هذه العصا على إسرائيل غير المؤمن لتجلب الضربات عليهم؟ هل تضرب العصا مرة أخرى شعب إسرائيل فيحل الموت بخيامهم ويروه رؤيا العين؟

كلا، فقد كان الرب رحيمًا وشفوقًا. والعصا التي ضربت نهر النيل في مصر كان لا بد أنها نفسها تضرب الصخرة في البرية. ولئن كان المصريون في الحادث الأول لم يقدروا أن يشربوا من ماء النهر ( خر 7: 21 ) إلا أنه في هذا الحادث تفجرت المياه الحية من الصخرة الصلبة.

ولاحظ أيها القارئ مسألة الصخرة. كانت هنالك في منطقة حوريب الجبلية صخور كثيرة، فأيها التي كان يجب أن تُضرب؟ وما الذي يميزها عن سواها؟ لقد كانت التعليمات الصادرة لموسى صريحة في قولها «ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب، فتضرب الصخرة». ولاحظ القول: «أنا أقف ... على الصخرة ... وأنت تضرب الصخرة» فلا ضرب يقع على إسرائيل!

وما الذي كان يفهمه موسى من الأمر الصادر بضرب المكان الذي وقف عليه الرب؟ لا شك أنه تذكَّر ما حدث منذ سنوات حين كان في حوريب يرعى غنم يثرون وهناك ظهر له الرب في وسط العليقة المُحترقة (خر3) وعلم أن ذلك الموضع مقدس بسبب حضور الرب المجيد، فاضطر أن يخلع حذاءه. إذًا فالصخرة في حوريب هي ”مكان حضوره“. وكان الأمر لموسى أن يضرب الصخرة المقدسة بعصاه؛ عصا الدينونة «ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل». ويا له من منظر لهم ولنا نحن الآن!

لقد شاهد شيوخ إسرائيل في رفيديم منظرًا رمزيًا لضرب مسيح الله، رأوا في الرمز إدانة الخطية في الجسد، إدانة علة كل تذمراتهم في البرية، لأن «الصخرة كانت المسيح» ( 1كو 10: 4 )، ورأوا رمزيًا السبب الحقيقي الذي من أجله لم تقع الضربة عليهم من عصا الغضب الإلهي. وأكثر من ذلك فقد رأوا منبع ذلك «الشراب الروحي» ( 1كو 10: 4 ) الذي أعد لهم لأجل إنعاشهم طيلة وجودهم في البرية.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net