الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا تركنا من أجل المسيح؟
بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعَى ابن ابنة فرعون، مُفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية ( عب 11: 24 ، 25)
العبارة الجميلة الواردة في عبرانيين11: 24- 26، تلخص حياة موسى، هذا الخادم العظيم، والتأمل فيها يخجلنا من أنفسنا إذ ماذا تركنا نحن من أجل المسيح؟ تأمل معي في النقاط التالية:

(1) ماذا رفض؟ إنه لم يترك شبكة كبطرس أو قاربًا كيوحنا أو حتى مائدة الصيارفة كمتى، لكنه ترك عرشًا هو أعظم عروش زمانه؛ ترك قصرًا ومُلكًا، فيا للعجب!

(2) ماذا فضّل؟ فضّل الذل. يا للغرابة! إنه ترك كل هذا لا لكي يخدم شعب الله. فقد يمكنه خدمتهم وهو في القصر، لكن لكي يُذل معهم!

(3) متى رفض؟ لما كَبَر. لم يتخذ هذا القرار الرهيب في سن المراهقة أو الشباب، بل لما كبر وعندما صار له من العمر أربعون سنة؛ أي لم يكن طيش مراهقة أو حماس شباب، لكن في سن يتميز بالنضوج والحكمة، ولم يكن وقتها رجلاً غير متعلم بل كان متهذبًا بكل حكمة المصريين!

(4) لماذا رفض؟ لقد أشرق نور الله في قلبه فأعطاه بصيرة ليرى الخطية على حقيقتها، فرأى أن مُتعتها وقتية أما تعاستها فهي أبدية. ورأى أن هذا الشعب المطحون رغم فقره هو شعب الله، ويا لشرف الوقوف في صف الله!

(5) كيف رفض؟ حاسبًا ... ما أجملها كلمة ميَّزت الكثيرين من رجال الله العظماء؛ كإبراهيم وسارة وبولس، فلم يكن الرفض انفعالاً عاطفيًا بل حسابًا منطقيًا. لم يكن اندفاعًا دون تفكير بل قرارًا محسوبًا لرجل بصير.

(6) كيف حسب؟ لقد حسب كل التكلفة، فكانت المُحصلة عارًا، لكنه من نفس نوع عار المسيح الذي انتصر ليرتبط بشعبه وحسب كل خزائن مصر، والتي كان على دراية جيدة بها، ووضعها بجوار عار المسيح فإذ به يرى عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر.

(7) ماذا شجعه؟ كان يؤمن إيمانًا وطيدًا أن الرب إله مُجازاة يكافئ مكافأةً ( إر 51: 56 ؛ عب11: 26). وهذه المكافآت أكاليل تلمع ببهاء إلى أبد الآبدين، بينما تيجان مصر يخبو بريقها وتُطرح في التراب.

أحبائي: ماذا تركنا لأجله ـ ليتنا دون تردد نترك لأجله عندما يطلب منا هذا، فهو يستحق الكل.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net