الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 19 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لئلا تكلّوا!
فتفكّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم ( عب 12: 3 )
يا لها من راحة عُظمى ومن تعزية قوية لكل المتألمين والمُجرَّبين، ويا له من بلسان شافٍ لكل قلب كسير، أن نستحضر شخص الرب يسوع المسيح، كإنسان قد جُرِّب على الأرض، إلى واقع حياتنا اليومية. إنه بحق «رجل الأوجاع ومُختبر الحَزَن». لقد احتمل ذلك في طبيعة إنسانية رقيقة وبمشاعر مُرهفة الحس لم تتبلد بفعل الخطية نظيرنا.

عندما أستحضر هذا الشخص العجيب بالإيمان وأتأمله كيف عاش وكيف قاسى من آلام، عندئذٍ تهون المصاعب والتجارب وأستطيع أن أصبر على كل شيء وأحتمل كل شيء وأشكر في كل شيء. هذه أهمية التغذي على المسيح كالمَن الحقيقي كل صباح.

آه أيها الأحباء، كم مرة وجدنا أنفسنا، في أرض قفر وفي خلاء مستوحش خَرِب .. في القفر العظيم المخوف، مكان الحيات والعقارب والعطش حيث ليس ماء .. في وادي البكاء .. في مكان التنانين .. في أرض الغربة والمذلة .. وفي يوم الغيم والضباب. في هذه الأماكن النائية وتحت هذه الظروف القاسية يتوفر المناخ الملائم للتدريب والمعاملات الإلهية. ولعلنا نتذكر ما قاله الرب لإرميا قديمًا «قُم انزل إلى بيت الفخاري وهناك أُسمعك كلامي» ( إر 18: 2 ). فهناك أشياء لا نستطيع أن نتعلمها إلا في ظروف معينة مكانًا وزمانًا، حيث يكون الله هو المعلم الأعظم لنا. هناك ينفرد الله بالنفس «الرب وحده اقتاده وليس معه إله أجنبي» ( تث 32: 12 ). وهناك يجرِّد المؤمن من قوته الذاتية. هناك تُصقل الشخصية الروحية، وهناك يتشكل الوعاء تحت أصابع الفخاري الأعظم. في مدرسة الله نعرف حقيقة ذواتنا، وفيها نتعلم الله وكفايته ونستطيع أن نقول مع مَن قال في ختام رحلة البرية «ليس مثل الله» ( تث 33: 26 ).

إن دروس البقاع مرتبطة بمذلة الاتضاع ولكنها مرتبطة بالبركة أيضًا «أذلك وأجاعك وأطعمك المَن ... لكي يُذلك ويجرِّبك، لكي يُحسن إليك في آخرتك» ( تث 8: 3 ،16).

إن الرب لا يكسر إلا لكي يبارك، هذا ما فعله مع خبزات الشعير ليُشبع بها الآلاف الكثيرة. وهو درس يتكرر عبر الأجيال مع أسمى نوعيات المؤمنين. لقد امتلأ البيت من رائحة الطيب عندما كُسرت القارورة، وإن رأيت شخصًا تفوح منه رائحة عطرة فاعلم أن ثمة شيء قد كُسر في حياته.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net