الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
توما الغائب
أما توما، أحد الأثنى عشر، الذي يُقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع ( يو 20: 24 )
كم خسر توما بتغيبه عن الاجتماع الذي أظهر الرب فيه نفسه حيًا للتلاميذ. ولكن توما لم يَعِ مقدار خسارته، وعندما أخبره التلاميذ «قد رأينا الرب!» لم يصدقهم. ونحن لا نعرف كم من التلاميذ كانوا حاضرين في مساء ذلك اليوم، يوم القيامة، ولكن بكل تأكيد كان عدد الشهود الذين رأوه وسمعوه ولمسوه كافيًا جدًا. وألا يُعدّ أمرًا خطيرًا ومُحزنًا أن يشك في شهادة قوية كهذه؟ ولكن توما لم يعبأ بكل هذا. كان عنده شروط معينة يجب أن تتم. يجب أنه هو شخصيًا يرى ويلمس «إن لم أُبصر ... لا أؤمن» ( يو 20: 25 ). كم كانت هذه الكلمات سبب خجل شديد له فيما بعد. لقد كانت هذه الكلمات في أساسها هي نفس التعبيرات التي استخدمها أعداء الرب في إصرارهم على أن تُعطى لهم آية «حتى نرى ونؤمن» ( يو 6: 30 ؛ مت12: 38؛ 27: 42).

ولكننا نجد التلاميذ يجتمعون ثانية في اليوم الأول من الأسبوع التالي «وتوما معهم» ( يو 20: 26 ). لقد تعلم على الأقل خلال هذا الأسبوع أن لا يتغيب مرة أخرى. ولم يخيّب الرب توقعاتهم «فجاء يسوع والأبواب مُغلَّقة، ووقف في الوسط وقال: «سلامٌ لكم!». ويمكننا أن نقول إن هذه الزيارة كانت بالأخص لأجل توما. فلقد التفت الرب مباشرة له «ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديَّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا» (ع27). يا لها من نعمة عجيبة، وفي نفس الوقت يا لها من مواجهة مُخجلة! ألم يحدث معنا مثل هذا الأمر أحيانًا!

وما يُثير دهشتنا أكثر، أن الرب تكلم مع توما بنفس الكلام الذي سبق أن طلب أن يكون له! فهو العارف بقلوب الجميع وهو الذي يعرف حاجة كل واحد ويستطيع أن يتقابل مع كل واحد حيث يوجد، وفي ذات الموقع الذي هو فيه.

وبهذا الصبر من المعلم الصبور، وبهذا التنازل من السيد الشفوق، زال الشك من قلب توما فأجاب وقال له: «ربي وإلهي!» ( يو 20: 28 ). إن الإيمان بدون الرؤية هو المميز لمفديي عهد النعمة الحالي. وحقًا طوبى للذين لم يروا وآمنوا ( يو 20: 29 ؛ 1بط1: 8).

أيها القارئ العزيز: هل تنتمي لهذه الجماعة المطوّبة؟ .. إنه ـ تبارك اسمه ـ يعرف خاصته، مَنْ ينظرون إليه نظرة الإيمان، ويتكلون على مَنْ لم يروه كأنهم يرونه تمامًا.

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net