الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 29 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بركات الدعوة السماوية
مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح ( أف 1: 3 )
لقد كانت البركة التي باركنا بها الله أبو ربنا يسوع المسيح بلا حدود إنعامًا منه. والبركات التي نلناها لها ثلاث صفات: فهي «روحية» وليست مادية، كما كانت بركات إسرائيل في العهد القديم، مُتمثلة في الطعام الكافي والصحة والسلام في ظل القيادة الإلهية. كما أنها «سماوية» وليست أرضية، حيث أن المجال الذي ستتحقق فيه بصورة كاملة هو السماء، وأن مصدر إرسالها لنا حاليًا هو السماء. وهي أيضًا «في المسيح» ذلك الشخص المُقام، وليس آدم الساقط، وهو منبعها جميعًا. وإذا كنا في المسيح فهي جميعًا لنا.

وبمباركته لنا بهذا الشكل العجيب، فإن الله عمل «حسب رأي مشيئته» منذ الأزل في القديم. فقد اختارنا قبل تأسيس العالم (ع4). ولننتبه جيدًا لكلمة «فيه». فمن ناحية الترتيب الزمني فقد كنا في آدم قبل أن نكون في المسيح. ولكن قبل أن يُخلَق آدم، رآنا الله في المسيح وعلى هذا الأساس اختارنا. ولأي غرض اختارنا؟ «لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة» (ع4).

هذه هي كفاية عمل المسيح، أن كل مؤمن اليوم يقف أمام الله مُبررًا وبلا لوم، وهو في حضن ذاك الحب الإلهي لا يستطيع شيء أن يفصله عنه. وعندما يكتمل عمل الروح فينا، بما في ذلك إقامة أجسادنا المائتة في القيامة الأولى نكون قد وصلنا إلى السماء. عندئذٍ ستكون لنا طبيعة القداسة الكاملة والتحرر التام من كل لوم في السلوك. وسنكون دائمًا في حضرة الله أبي ربنا يسوع المسيح في جو الحب الكامل. هذه هي حقًا السماء. وهكذا تبدأ الآية الرابعة بالأزل السحيق الذي ليس له بداية، وتنتهي بالأبدية السعيدة التي ليس لها نهاية.

ثم تنقلنا الآية5 خطوة أخرى. لقد كان في فكر الله علاقة خاصة لنا به، وقد عيننا لهذه العلاقة عندما اختارنا لامتياز ومكانة الأبناء. وهذا ليس احتياجًا ولا ضرورة بالنسبة لنا، فكم كانت ستكون سعادتنا لو أنه بعد أن خلصنا من خطايانا أعطانا مكانًا بين خَدَمه ( لو 15: 19 )، ولكن العلاقة التي في فكر الله ليست حسب احتياجنا، بل «حسب مسرة مشيئته». أي شكر يجدر بنا أن نقدمه، أن مسرة مشيئة الله كانت بمثل هذا الصلاح. نحن الآن أولاد الله ولكننا سنقف أمامه بكل ما للأبناء من كرامة ومجد عندما نصل للسماء. عدئذٍ سيظهر حقًا مجد نعمته ونظل نسبحه إلى الأبد.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net