الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 1 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود وتقديم الأعز
يا إبراهيم!... خُذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المُريا، وأصعده هناك.. فبكَّر إبراهيم صباحًا ( تك 22: 1 - 3)
يغمر السجود قلبًا مُفعمًا بالحنين إلى الرب والمكوث في حضرته، شغوفًا بحب عميق له، طلبًا للشركة والتمتع والفرح. فهو ليس وليد ظروف وتقلباتها، ولا نتيجة حوادث تواجه الإنسان، إنما هو عمل تطوع من قلب راغب، كما يذكر سفر المزامير «هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا، لأنه هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده» ( مز 95: 6 ، 7). و«علّوا الرب إلهنا واسجدوا عند موطئ قدميه، قدوسٌ هو» ( مز 99: 5 ). وليس هو عملاً قسريًا، إنما بنفس راغبة «فبكَّر إبراهيم صباحًا» ( تك 22: 3 ).

والقلب الساجد مليء بالشكر، مغمور بالحمد؛ لا يحضر أمام الرب فارغًا، بل تمتلئ اليدان بركات فياضة، أسبغها الرب على الساجد، بركات باكورية مُبكرة؛ هي أول ثمر الأرض، كما يذكر سفر التثنية «فتأخذ من أول كل ثمر الأرض الذي تُحصِّل من أرضك التي يعطيك الرب إلهك، وتضعه في سلة وتذهب إلى المكان الذي يختاره الرب إلهك ليحل اسمه فيه» ( تث 26: 2 ) وكما يقول في سفر الأمثال «أكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك» ( أم 3: 9 ).

أما في العهد الجديد فتقدَّم فجر الوقت، وفتوة القوة، وذهب التقدمات المادية، وتضحيات الخدمة. ويرافق هذه التقدمات إقرار صادق، صريح، واضح، علني، إنها ليست وليدة الذكاء والدهاء، والجهد والدأب، إنما هي عطية الرب، كما يذكر الساجد قديمًا قائلاً: «فالآن هاأنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب» ( تث 26: 10 ). وداود الملك في نشيده الأخير يعترف، بأن كل الغنى والبركات هي من الرب، مُقرًا بقصوره وقصور شعبه قائلاً: «ولكن مَنْ أنا، ومَنْ هو شعبي، حتى نستطيع أن ننتدب هكذا، لأن منك الجميع، ومن يدك أعطيناك» ( 1أخ 29: 14 ).

وفي تكوين22 نجد صورة سجود بديعة، تحتوي المعنى الأكمل، والمكان الأفضل، والرمز الأجمل، للشخص الأروع والأبرع.

تقديم الابن، الوحيد، المحبوب، إسحاق.

الابن الأقرب، الوحيد الأغلى، المحبوب الأعز، إسحاق الأبقى.

ـ بكَّر إبراهيم: إرادة وطواعية.

ـ ذهب وإسحاق: اتفاق وسجود.

ـ أين الخروف؟ تقدمة وغلاوة.

ـ مدَّ يده ليذبح ابنه: حب وإيمان.

حنا الحلو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net