الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لاحظ الكامل
لاحظ الكامل وانظر المستقيم، فإن العقب لإنسان السلامة ( مز 37: 37 )
كان ربنا يسوع المسيح هو الإنسان الكامل الوحيد الذي وطأت قدماه هذه الأرض. كان مُطلق الكمال ـ كمال الفكر والقول والفعل ـ فيه تلاقت كل فضيلة في تناسب إلهي كامل. وما من صفة فيه رجحت على الأخرى. بل فيه ـ جل جلاله ـ تجمعت عظمة لها رهبة، ورِقّة فيها عذوبة تشعر بالراحة في محضره. هكذا واجه الكتبة والفريسيون توبيخه المُخجل، بينما شعرت السامرية والمرأة الخاطئة التي في المدينة أنهما قريبتان إليه ولهما به ألفة غير محدودة لا تقاوم.

ما من صفة أو فضيلة في الإنسان، يسوع المسيح، حلّت محل الأخرى أو اشتُّقت منها، بل الكل في تناسب بديع جميل سواء بَدَت فرادى أو مجتمعة معًا. هذا الكمال المنسجم يمكن تتبعه في كل حادثة سجلها الوحي من حوادث حياة الطاعة التي عاشها. فمثلاً، قال الرب لتلاميذه مُشيرًا إلى خمسة آلاف نفس جائعة «أعطوهم أنتم ليأكلوا» ( لو 9: 13 ) ولما شبع وامتلأوا من فيضه، قال للتلاميذ «اجمعوا الكِسَر الفاضلة لكي لا يضيع شيءٌ» ( يو 6: 12 ). كان كَرَمه كاملاً، كما كان حرصه كاملاً. فلم تتعارض «النعمة الغنية» مع غيرها، بل أشرقت كل فضيلة في مكانها وفي مجالها الخاص. لم يكن ممكنًا أن يرسل الرب ضيوفه جياعًا من غير شبع، كما لم يكن ممكنًا أن يترك كسرة من خليقة الله تضيع هباء. وما ألقاه الجمع على العُشب الأخضر جمعه التلاميذ في سلال. لقد أعطى الرب يسوع بكيل فائض طعامًا لجمع عظيم جائع، وإذ أشبع جوعهم حرص بكل عناية على أن يحفظ كل جزء صغير من الطعام المتبقي. فاليد نفسها التي انبسطت كل البسط لتسدد كل حاجة بشرية، قد غلّت بشدة ضد كل ضياع أو تبذير. لم يكن هناك شُح ولا إسراف في صفات ذلك الشخص السماوي الكامل.

ويا له من درس لنا كلما ”لاحظنا الكامل“! فكم من المرات يُبتلع سخاؤنا إلى إسراف لا حكمة فيه، وعلى العكس، كم من المرات ينطبع حرصنا بطابع الشُح والبُخل! أحيانًا ترفض قلوبنا البخيلة أن تتسع بقدر ما ترى من الحرمان حولها، بينما أحيانًا أخرى في تبذير طائش ننفق ما قد يكفي لإشباع حاجة الكثيرين من خلائق الله المحتاجين. ليتنا نتعلم من ذلك الكامل في كل شيء!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net