الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 14 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
منارة الذهب وشجرتا الزيتون
قد نظرت وإذا بمنارة كلها ذهبٌ، وكوزها على رأسها، وسبعة سُرُج عليها، وسَبع أنابيب للسُّرج التي على رأسها. وعندها زيتونتان ( زك 4: 2 ، 3)
كان بداخل القدس في خيمة الاجتماع وفي الهيكل، منارة. وكان نور المنارة هو النور الوحيد في القدس. ولكي تضيء المنارة كانت تُملأ بزيت زيتون مرضوض نقي ( خر 37: 20 ). ونقرأ هذا التعبير «زيت للمنارة» أو «زيت الضوء» مرات عديدة في الوحي.

وزيت الزيتون الذي كان تُضاء به المنارة هو رمز جميل للروح القدس. ولنا تأكيد على هذا الفكر في نبوة زكريا4، حيث شاهد النبي رؤيا عبارة عن منارة كلها ذهب، وتستمد زيتها الذهبي من زيتونتين (شجرتي زيتون) إلى جوار سُرج المنارة السبعة، وفي شرحه للرؤيا قال الرب للنبي زكريا: «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود» ( زك 4: 6 ). ومن هذا نتعلم أن الروح القدس الذي ذكره الرب في شرحه للرؤيا إنما صورته ورمزه في الزيت الذي يملأ تلك المنارة وسُرجها السبعة.

ويُسمى الزيت الذي كان يغذي المنارة لكي تُنير: «زيت نقي»، وفي زكريا4 يُقال عنه إنه «زيت ذهبي». الذهب يشير إلى ما هو إلهي، والنقي يشير إلى ما هو مقدس. والروح الذي يجعلنا نُنير هو روح الله القدوس. وهذا معناه أنه بدون العمل الإلهي في القلب من جانب، والقداسة في حياتنا من الجانب الآخر، لا يمكننا أن نضيء.

ونلاحظ أن مصدر الزيت في الرؤيا الواردة في زكريا4 كان من زيتونتين. وهو مصدر للزيت غير محدود، وذلك لكي يكون النور ساطعًا على الدوام. في هاتين الزيتونتين نرى مصدرًا للإمداد صامتًا ومستمرًا وأصيلاً. فالزيت يفيض دائمًا، والكوزان على رأس المنارة ممتلئان على الدوام، والمصابيح مُضيئة بدون توقف.

والزيتونتان أو شجرتا الزيتون في هذه الرؤيا يمثلان يهوشع الكاهن العظيم (زك3)، وزربابل بن شالتئيل الوالي (زك4). وهذان الشخصان معًا يرمزان لشخص المسيح الملك والكاهن، وذلك لأننا نحن حصلنا على الروح القدس من شخص المسيح. لقد قَبِلَ المسيح من الآب موعد الروح القدس، من ثم سكبه على تلاميذه يوم الخمسين ( أع 2: 33 )، فصاروا شهودًا له في أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض. أما الدرس الروحي الذي علّمه الرب للبقية الضعيفة الراجعة من السبي في زكريا4 هو أن استكمال العمل ونجاحه لا يعود إلى قوة الإنسان، وقدرته (القوة الجسدية أو المواهب الأدبية)، بل إلى روح الله نفسه.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net