الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 28 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طيب العطار
الذباب الميت ينتن ويُخمِّر طيب العطار ( جا 10: 1 )
ما أحوج العالم البائس إلى «طيب العطار» ذلك الذي أخذت منه المرأة الخاطئة قارورة ودهنت به قدمي المخلِّص ( لو 7: 38 ). كما أخذت مريم منًا من طيب الناردين الخالص كثير الثمن، ودهنت به قدمي الرب، حتى امتلأ البيت من رائحة الطيب ( مت 26: 10 ). وقد وضع نيقوديموس ويوسف الرامي أطيابًا على جسد الرب، كما أعدت مريم المجدلية وبعض النسوة، الحنوط والأطياب لتكريم جسد الرب بعد دفنه في القبر ( يو 19: 40 ؛ لو23: 56).

وبقدر ما تزداد شركتنا مع الرب، بقدر ما يزداد تمتعنا برائحته المُنعشة ( نش 1: 3 ). ولا نستطيع أن نحمل رائحة الطيب المُبهجة، إلا إذا كنا نحن متمتعين أولاً برائحة أدهانه المقدسة، وكان المسيح ظاهرًا في حياتنا. نعم ما أحوجنا قبل كل شيء إلى التغذي بكلمة الله الحية، والوجود في الشركة المستمرة مع ربنا المبارك، والمكوث بروح السجود في محضره المُبهج.

حقًا ما أسعد العطار وما أثمن طيبه! إلا أنه ما أشد حاجته إلى السهر لحفظ الطيب في حالة النقاوة لأن «الذباب الميت ينتن ويخمِّر طيب العطار». يا لها من كلمات خطيرة! فالطيب المُنعش والمُبهج ذو الرائحة العطرية، يصير نتنًا ورائحته كريهة إذا لم يُحفظ من الذباب. والذباب الصغير جدًا إذا ما وصل إلى طيب العطار يموت فيه ويحوّل رائحته الزكية إلى رائحة نتنة، والخطايا الصغيرة والصغيرة جدًا التي قد نستخف أو نستهين بها، إذا لم نسهر ضدها، أو بالحري إذا لم نسلك بالتدقيق ولم نمتنع عن كل شبه شر، فإن ذلك يؤثر على شركتنا الروحية مع الرب، وبالتالي تتحول شهادتنا لاسم الرب ولمجده، فنصير سبب إهانة للاسم الحسن الذي دُعيَ علينا، وسبب عثرة للآخرين. فحذار أيها العطار المسيحي. حذار من الذباب الميت. حذار يا أخي المؤمن، حذار من الخطية المُحيطة بك بسهولة لأنها تجعل رائحتك الجميلة نتنة وفاسدة، والنور الذي فيك يصير ظلامًا. لا تُعطِ إبليس مكانًا، أو بالحري احفظ قلبك مُغلقًا ضد الخطية، ومُحكمًا تمامًا حتى لا يتسرب إليه الذباب الميت، لأن فكرًا شريرًا أو نظرة دنسة أو كلمة هَزَل، أو أية كلمة رديئة، أو غير ذلك مما نسميه خطايا صغيرة، هي كالذباب الميت الذي ينتن ويخمر طيب العطار.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net