الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رجل الأوجاع
يسوع ابن الله ... مُجرَّب في كل شيء مثلنا، بلا خطية ( عب 4: 14 ، 15)
نعم، لقد كان يسوع رجل الإيمان الذي لا يتزعزع، وقد عاش ليس فقط أمام الآب، بل بالآب. وهو رئيس الإيمان ومُكمله. فهو قد سار أمام الخراف، وهو السابق المتقدم، اختبر كل صعوبة واجتاز كل ضيقة وذاق كل حزن. يعرف الطريق في كل تفاصيلها وكل ناحية من نواحي ضيقها.

أ كان إبراهيم نزيلاً وغريبًا في أرض الموعد كأنها غريبة؟ هوذا يسوع الذي تعيَّن وارثًا لكل شيء لم يكن له أين يسند رأسه!

هل رفض موسى كنوز مصر؟ هوذا يسوع قد عُرض عليه كل العالم بجميع ممالكه ومجده، فرفضه بشمم وإباء.

هل اختبر داود الممسوح من الرب، كم هو مؤلم أن يكون مرفوضًا ومُبغَضًا ومُضطهدًا من المتكبرين الأشرار؟ هوذا سيدنا له المجد، كم لاقى واحتمل من عداوة ومقاومة ونُكران للجميل!

هل ذرف إرميا دموع الحزن المرير بسبب عدم توبة أورشليم واطمئنان يهوذا الكاذب وانسياقهما وراء أضاليل الأنبياء الكذبة؟ هوذا يسوع وقد لمح من بعيد ما ينتظر إسرائيل من دينونة أعظم بسبب ارتدادهم، بكى على المدينة، وأحب الأمة بقلب أمين حزين!

لقد شاركنا يسوع في كل أحزاننا وأوجاعنا واحتمل جميع أمراضنا. وكم من مرة تأوه وتنهد إزاء التعاسة التي في العالم بسبب الخطية التي تقود للموت، العدو الأكبر والأخير، وبينما هو يعترف بما في هذا كله من عدل إلهي، كان قلبه يفيض بالحب والحنان تجاه المتألم.

لقد كان يسوع في كل أيام جسده رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن. ولكنه في بستان جثسيماني دخل في اختبار مختلف عن آلامه وجهاده السابق. إنه كان يرى الصليب منذ البداءة وقد ثبَّت وجهه كالصوّان صوب أورشليم لكي يذهب ويتألم هناك. ومجرد تصوُّر ذلك الكأس المريع الذي كان ينتظره، كان يملأ نفسه بالجزع والرُعب الشديد، وكان منحصرًا حتى تكمل صبغته ( لو 12: 50 ).

وعندما جاء اليونانيون إلى العيد، اضطربت نفسه، ذلك لأن عيّنة أو عربون الحصاد الماثل في الأمم المتسائلين ذكّره بأن حبة الحنطة كان لا بد لها أن تموت أولاً، وعندئذٍ صرخ إلى الآب: «أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة» ( يو 12: 27 ).

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net