الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هوذا الإنسان!
فخرج يسوع خارجًا وهو حاملٌ إكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس: هوذا الإنسان! ( يو 19: 5 )
«هوذا الإنسان»! إنني أتطلع إلى يديه المثقوبتين فأسمعهما تحدثانني عن بركة الألم. ففي بيت عنيا وقد انفرد عن تلاميذه وأُصعد إلى السماء، بسط تينك اليدين عليهم لكأنه يريد أن يُريهم أن آلامه إنما لبركة العالم الذي مات لأجله.

«هوذا الإنسان»! إنني أتطلع إلى رجليه المثقوبتين فتحدثانني عن طاعة الألم؛ فقد قطع الطريق المعينة، ولم يحوله عنها شيء ما. كانت تقوده إلى حيث يجد تشكيلة من التعابى والمكسوري الخواطر، وحيث الأرامل الثاكلات يندبن أولادهن الوحيدين، وحيث العُسم والعُرج والعُمي يلتفون بالعَوز والفاقة. وقادته كذلك إلى جثسيماني وإلى الجلجثة من أجل خطية العالم وعجزه.

«هوذا الإنسان»! إنني أتطلع إلى ذلك الجنب المطعون فيحدثني عن محبة الألم. «إذ أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى». ويا لها من محبة نقرأها في صوته الأسيف «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون». تلك المحبة التي هي «أقوى من الموت»، المحبة التي «السيول لا تغمرها».

«هوذا الإنسان»! انظري يا نفسي مليًا إلى ذلك الحزن الجليل! كل قطرة من ذلك الدم الكريم أُريقت من أجلك في الجلجثة، إنما هي جوهرة في تاج غفرانك. وكل آهة من آهات رجل الأوجاع إنما هي لكِ ذكرى لغبطتك الكاملة وهنائك المُقيم. وكل دمعة من تينك العينين المباركتين هي وعد بأن الله سيمسح كل دمعة من عينيك. وكل حزن غمر تلك النفس الوحيدة المنفردة، عربون لكِ بأن سوف لا يكون «موت في ما بعد، ولا يكون حزنٌ ولا صراخٌ ولا وجعٌ في ما بعد».

إيه يا «رجل الأوجاع ومُختبر الحَزَن»! يا مَنْ جَعلتك خطية العالم وعجزه تتألم، وتدمي، وتموت! إن عملك الفدائي الذي عملته بسبب الخطية ولأجل الخطاة هو عمل تام، وأنت المخلص الوحيد للهالكين، وكلهم لولاك هالكون. إن صليبك هو الباب المؤدي إلى عرشك. إن ثياب حزنك نُسجت في الظلمة التي التفت حولك كغطاء تكفين، لكن مجد نصرتك سوف يلمع حيث لن يكون ليل، وحيث تمضي إلى الأبد ظلال العالم وعجزه.

ريفورد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net