الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 1 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واهب في سُوفَة
لذلك يُقال في كتاب ”حروب الرب“ وَاهبٌ في سُوفة وأودية أرنُون ( عد 21: 14 )
في سفر العدد الأصحاح الحادي والعشرين، نقرأ عن العديد من الدروس الرمزية والروحية: فهو يحدثنا عن الحية النحاسية (ع4- 9)، ثم عن الارتحال نحو شروق الشمس (ع10، 11)، وبعدها يحدثنا عن الأودية ومصب الأودية (ع12- 15)، ثم عن الارتواء من البئر (ع16)، وأخيرًا عن الترنم والنشيد (ع17).

في هذا الترتيب الجميل، نجد أولاً الشفاء بالمسيح، الذي كانت الحية النحاسية رمزًا إليه (قارن مع يوحنا3: 14، 15)، يتبع ذلك تحول القلب إلى المسيح (شمس البر)، يليه الارتواء بالبئر (الروح القدس)، وهذا يقود النفس أخيرًا للفرح والترنيم.

وما أجمل هذا الترتيب! فالمؤمن بعد أن وجد شفاءه في المسيح لا يتحول عنه أبدًا. حقًا إنه يمكننا أن نرتحل في الاتجاه الخاطئ بعيدًا عن المسيح، ساعتها لن نكون سوى حزانى وعابسين، لكننا من الجانب الآخر يمكننا أن نرتحل نحوه، تجاه ”شروق الشمس“. وتمتلئ نفوسنا بالفرح وقلوبنا بالسجود.

وبالإضافة إلى تلك الدروس الجميلة فإن تلك الأعداد تحدثنا أيضًا كثيرًا عن الارتحال. إنها تحدثنا عن تحركات الشعب حتى وصولهم إلى عربات موآب، التي منها عبروا إلى أرض الموعد. وتتكرر عبارة «ارتحلوا» بداية من شرب ماء الصخرة (عد20) وحتى وصولهم إلى عربات موآب (عد22) سبع مرات، منها أربع مرات في أربع آيات متتالية ( عد 21: 10 - 13). إن شعب الرب شعب متحرك صوب الراحة والبركة، ولكن له في أثناء الرحلة العديد من المشجعات والمعونات الإلهية.

يلي ذلك عبارة جميلة في ع14: «لذلك يُقال في كتاب ”حروب الرب“ واهبٌ في سُوفَة وأودية أرنُون». ويرجح البعض أن هذه الكلمة «واهبٌ» هي اسم علم لشخص أو مدينة في موآب، ويعتقد البعض الآخر أنها فعل يعني ”ماذا فعل؟“. وفي هذه الحالة الأخيرة يكون المعنى: ماذا فعل الرب في سوفة (أو بحر سوف)؟، وماذا فعل في أرنون؟ أو بكلمات أخرى: ماذا فعل الرب ليُخرج شعبه من مصر؟ وماذا فعل ليُدخلهم إلى كنعان؟ ماذا فعل ليُخرجهم من بيت العبودية وليُدخلهم إلى أرض الميعاد؟ وبالنسبة لنا حسن أننا نتذكر كل الطريق من البداية حتى النهاية، وأن نتتبع معاملات الرب الرحيمة بداية من التحرير من عبودية الشيطان وحتى وصولنا إلى المجد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net