الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رمية حجر
وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى ( لو 22: 41 )
لم يستطع واحد من الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا) أن يتقدم أكثر، فقد أمرهم الرب يسوع قائلاً: «امكثوا هنا» ( مت 26: 38 ) لأن هذا هو آخر حدود قدراتهم. لكن الرب استمر في سيره بعد ذلك دون أية رفقة. وهو تصوير دقيق للمشهد الذي تم كحقيقة بعد أقل من 24 ساعة. فلكي يتم عمل الكفارة كان لا بد للمسيح أن يكون وحده. وفي هذا كان «يوم الكفارة العظيم» في العهد القديم ظلاً لثلاث ساعات الظلمة في الجلجثة «ولا يكن إنسانٌ في خيمة الاجتماع من دخوله (رئيس الكهنة) للتكفير في القدس إلى خروجه» ( لا 16: 17 ). والآن لكي يكون الرمز صحيحًا، كان لا بد أن يكون يسوع وحده.

لكن هل كان ذلك الموضع في جثسيماني يتكلم عن الثلاث ساعات الأخيرة للجلجثة؟ بكل يقين. لاحظ أنه ـ له المجد ـ انفصل عنهم «نحو رمية حجر» ( لو 22: 41 ). وفي المكان الذي كان سيسقط فيه الحجر تمامًا. خرّ سيدنا وجثا على ركبتيه وصلى. ولكن لماذا يُخبرنا البشير لوقا عن ذلك؟ لأن رمي الحجر كان هو الطريق الإلهي للدينونة الواجب أن تُنفذ في إسرائيل؟ إن الوسيلة الإلهية لتنفيذ القضاء، عندما يكون الحكم هو الموت، كان الرجم.

والآن نُلقي بعض الضوء على عبارة «رمية حجر» هذه: أ لسنا نرى فيها جمالاً مقدسًا؟ لكنه يملأ نفوسنا بخوفٍ عظيم عند التأمل في مكان رمية الحجر؟ إنه المكان عينه الذي أشار إليه عندما دخل البستان. كانت طريقه تنتهي حيث ينفذ الحكم. لقد كان هناك الظل في جثسيماني، أما الحقيقة فكانت في الجلجثة. أ لم ينتهِ مسار الآلام بالدينونة؟!

لكن إلى أي بُعد كانت رمية الحجر هذه؟ هذا الأمر لا يمكن تحديده. فهل لدينا وسيلة لمعرفة ثقل الحجر وما إذا كان خفيفًا أم ثقيلاً؟ الإجابة نجدها في متى26: 29 حيث نقرأ «ثم تقدم قليلاً»، لاحظ كلمة «قليلاً» وبما أن هذا القليل هو مسافة رمية الحجر فإننا ندرك أن الحجر كان حجرًا ثقيلاً وكبيرًا.

نعم ـ عزيزي القارئ ـ ألا نعلم أن ذلك أمر حقيقي؟ مَنْ يستطيع أن يقدِّر ثقل الدينونة التي احتملها الرب عندما عمل الكفارة، لخطايانا ولكل العالم أيضًا!

ف.ش. جيننجز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net