الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 9 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
والآن ماذا انتظرت؟!
والآن، ماذا انتظرت يا رب؟ رجائي فيك هو ( مز 39: 7 )
«والآن، ماذا انتظرت يا رب؟». هذا السؤال فاحص القلب، وكاشف لكثير من مخبآته، لأننا كثيرًا ما ننتظر أمورًا نجد عند حصولنا عليها أنها لم تكن تستحق عناء الانتظار، والقلب البشري أشبه شيء بذلك الرجل الأعرج الذي كان يجلس عند باب الهيكل الجميل متطلعًا إلى كل مَن يمر به، منتظرًا أن ينال منه شيئًا ( أع 3: 5 ). هكذا القلب، تراه دائمًا يراقب الظروف والحوادث، منتظرًا شيئًا من الراحة والسِعَة، وتجده في كل حين جالسًا عند أحد الينابيع البشرية منتظرًا شيئًا من الشبع والارتواء.

ومن العجب أن تلك الأشياء التي تعوّل عليها الطبيعة وتنتظرها، كثيرًا ما تكون تافهة نظير تغيير الظروف، أو تغيير المناظر، أو الانتقال من جهة إلى أخرى، زيارة أحد الناس، أو رسالة من إحدى الجهات، أو ما شابه ذلك. ولكن لا عجب فالقلب الذي لم يجد مركزه وينابيعه في الرب، يتعلق بأوهى الأشياء وأضعفها. ومن ثم نرى أهمية فحص القلب وتفتيش زواياه بهذا السؤال: «ماذا انتظرت؟».

لذلك عندما فحص صاحب المزمور نفسه بهذا السؤال: «ماذا انتظرت؟» أجاب: «رجائي فيك هو». فلا صورة خيالية، ولا ضجيج باطل، ولا تكويم ذخائر ( مز 39: 6 )، لأنه قد وجد في الله غرضًا يستحق الانتظار، لذلك حوَّل نظره عن كل ما سواه وقال: «رجائي فيك هو».

أيها القارئ العزيز: هذا هو المركز الوحيد ـ مركز الأمان والسرور، وكل مَن يعتمد على المسيح وينظر إليه وينتظره لا يخزى، بل يمتلك في الوقت الحاضر كنزًا لا ينضب من التمتع بالشركة مع المسيح، وأمامه الرجاء المبارك أنه عند انتهاء هذا المشهد الحاضر، بكل ما فيه من صورة باطلة وضجيج باطل وينابيع باطلة، سيكون مع الرب يسوع حيث هو، يرى مجده، ويتمتع بضياء مُحياه، ويتغير إلى صورته.

يا ليت تكون لنا هذه العادة أن نمتحن قلوبنا المربوطة بالأرض، بهذا السؤال: «ماذا انتظرت؟» هل أنا منتظر تغيير الظروف أم منتظر الابن من السماء؟ هل أستطيع أن أنظر إلى المسيح وأقول بقلب صادق «رجائي فيك هو»، أم لا أستطيع ذلك؟ يا ليت قلوبنا تنفصل انفصالاً تامًا عن هذا العالم الحاضر الشرير.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net