الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لسنا كاملين بعد
ليس أني قد نِلت أو صرت كاملاً. ولكني أسعى لعلي أُدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع ( في 3: 12 )
إن التعليم الذي لنا في فيلبي3: 12- 16 واضح جدًا: أنه يمكننا بل وهو واجبنا أن نتقدم ونحن هنا على الأرض؛ إلا أن الوصول إلى الكمال ينتظر المستقبل. والواقع أن الكمال الأدبي ليس واردًا ونحن في هذا العالم، وهذا لا يتناقض مُطلقًا مع أجزاء الوحي الأخرى. فمثلاً التحريض الوارد في 1بطرس1: 16 «كونوا قديسين لأني أنا قدوس»، بالرغم من أن مستوى القداسة الذي يحرضنا الرسول عليه مستوى عالٍ، إلا أنه ليس المستوى المُطلق. فهو لم يَقُل ”كونوا قديسين كما أنا قدوس“، بل «لأني أنا قدوس». والفارق واضح. إن الأمر يتعلق بمقياس لدى إلهنا وليس نفس مقياس إلهنا عمليًا. إننا بالتأكيد لا نتوقع أن يأمر القدوس خلائقه بأقل من القداسة، ولكنه يعلم قطعًا أنهم ناقصون. ولنأخذ مثلاً من الحياة اليومية، فإن الآباء ـ في أحسن الظروف ـ يدركون أن أطفالهم ليسوا مثاليين، لكن هذا العلم ليس معناه أن يربوهم على التعامل مع الأخطاء كشيء عادي، بل على العكس من ذلك، هم يُعلّمونهم ويُربونهم على أن لا يُخطئوا مُطلقًا، بالرغم من إدراكهم بأن ذلك ليس مُحتملاً عمليًا.

هنا نص كتابي آخر قد يبدو مناقضًا لهذا التعليم، وهو ما ورد في 1يوحنا3: 9 «كلُّ مَن هو مولودٌ من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله». إن هذه الآية تشير ضمنًا إلى أن كمال البر العملي ليس ممكنًا للمؤمن فحَسب، بل هو فعلي. وعند ذلك فإن المؤمن يبدأ في الشك في صحة إيمانه. ومن الجانب الآخر نقرأ أقوال الرسول في الرسالة نفسها «إن قلنا: إنه ليس لنا خطية نضلُّ أنفسنا وليس الحق فينا ... إن قلنا: إننا لم نُخطئ نجعله كاذبًا، وكلمته ليست فينا» ( 1يو 1: 8 ، 10). إن الإجابة على ما يبدو تعارضًا هنا، تكمن في زمن الفعل المستمر في كِلا النصين (انظر أيضًا 1يو3: 9؛ 5: 18). فحسب الأصل اليوناني يشير زمن فعل الخطية إلى الزمن الحالي (المستمر) وهو ما يعني ممارسة الخطية ومواصلة فعلها. أي أن المؤمن الحقيقي قطعًا لن ينقاد إلى فعل الخطية بصورة عادية أو متواصلة. فأي شخص يدّعي بأنه مؤمن في حين يواصل الحياة في الخطية، فإن إيمانه هذا يصبح موضع شك. إن التقدم الأدبي هو المعيار المتوقع من المؤمن الحقيقي وليس الكمال الأدبي هنا.

ديفيد ريد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net