الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحرية
فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: حُلوه ودعوه يذهب ( يو 11: 44 )
ما أشبه المنديل الذي كان ملفوفًا على وجه لعازر، بتلك النظامات والطقوس الدينية. إنها من عمل آلات في يدي عدو الخير، ولو كانت بعض تلك الآلات نقية في ذاتها. وإن أشرّ حالة يكون فيها عدو الخير هي عندما يأتي كملاك نور، فيقدم للناس ما يُشبه المنديل الحريري الأبيض أو المزركش لكي يغطي به على أبصارهم وأسماعهم وأنوفهم، بل ويُضيِّق الخناق على عقولهم فيحصرها في دائرة ضيقة فلا ينظرون إلا بعيون غيرهم، ولا يسمعون إلا بآذان سواهم، ولا يشمون إلا بأنوف الرؤساء، ولا يفكرون إلا بعقول الآباء، وهم محرومون من كل حواسهم الروحية، بل ومن بصيرتهم السماوية، فلا يرون المسيح خارج المحلة، ولا يشتمون رائحته الذكية، ولا يسمعون قوله: «فلنخرج إذًا إليه خارج المحلة» ( عب 13: 13 )، ولا يدركون معنى القول: «لستم تحت الناموس بل تحت النعمة» ( رو 6: 14 ). هؤلاء لم يثبتوا في الحرية التي حررهم المسيح بها، بل ارتبكوا بنير عبودية ولو كانت في ظاهرها دينية.

من أجل أمثال أولئك جميعًا يقول المسيح لكل مَن يقع أمر الحل في دائرة اختصاصه: «حلوه ودعوه يذهب». وكل مَن لا يسمع لقول السيد، سيأتي عليه يوم فيه يُعطي حسابًا عما فعل. على أنه يجب أن نذكر إحقاقًا للحق أنه ينبغي أن يكون للمؤمنين الذين قيَّدهم العالم بأغلاله شوق بل رغبة، بل عزم على التحرر من نير العالم بأنواعه. فلو أن لعازر أراد أن يبقى في أكفانه، مَنْ كان يرضى أن يحله منها؟ بل لولا أن لعازر كان يمد يديه ورجليه لكي يُحل، كيف كان يستطيع أن يتمتع بثمرة أمر السيد؟ فيا أيها المُقيدون، هل أنتم راغبون في الحرية حقًا؟ إذًا فلتتقدموا بثقة إلى عرش النعمة لكي تنالوا رحمة، وتجدوا نعمة، عونًا في حينه.

يا أيها المؤمنون الباقون في الأكفان، اعلموا أنه على قدر حريتكم تكون تعزيتكم، وعلى قدر قيودكم تقل أفراحكم. إنكم تحرمون أنفسكم وتضيّعون امتيازكم وتفقدون استقلالكم، فأنتم الذين تجنون على أنفسكم، فهلا ترحمون ذواتكم؟ إن الحل الوحيد لمسألتكم هو أن تُحلَّوا من قيودكم وتثبتوا في حريتكم، لكي تَسبَحوا في جو الأفراح السماوية والتعزيات الروحية، وتسموا فوق تيار هذا العالم الرديء؟

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net