الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشاب الغني
وإذا واحدٌ تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح، أيَّ صلاحٍ أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ( مت 19: 16 )
في متى19: 16- 22 نقرأ عن شاب غني، جاء ليسأل الرب يسوع سؤالاً. ووجّه الحديث إليه داعيًا إياه بالمعلم الصالح، مُستفسرًا عما يجب أن يفعله لتكون له الحياة الأبدية. ويكشف سؤاله هذا مدى جهله بهوية المسيح الحقيقية وبطريق الخلاص. فهو يدعو يسوع معلمًا، جاعلاً إياه في مستوى واحد مع باقي العظماء من البشر. كما أنه يتحدث عن الحياة الأبدية كشيء يُكتسب لا كعطية توهب.

أما الرب يسوع فامتحنه في هاتين المسألتين. فبسؤاله إياه: «لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله»، لم يكن ينكر ألوهيته، بل كان يعطي ذلك الشاب فرصة ليقول: ”لهذا أدعوك صالحًا، فأنت الله“.

وعندما قال له الرب يسوع: «ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا»، أراد أن يمتحن معرفته بطريق الخلاص. فهو لم يَعنِ بقوله إنه من الممكن للإنسان أن يخلُص بحفظه للوصايا، إنما كان يستخدم الناموس لمساعدة الشاب على إدراك خطيته القلبية. فالرجل كان ما يزال تحت الاعتقاد الخاطئ بأن الملكوت ميراث يُكتسب عن طريق الأعمال، فليعمل ما يقوله له الناموس إن كان الأمر كذلك.

وهنا اقتبس الرب وصايا الناموس الخمس المختصة بعلاقتنا بالآخرين خاتمًا إياها بالقول: «تحب قريبك كنفسك» (ع18- 20). أما ذلك الشاب، فإذ قد أعمَت الأنانية عينيه، جاهر مُفتخرًا بأنه قد حفظ تلك الوصايا على الدوام. عندئذٍ أسرع الرب بكشف فشل ذلك الإنسان في محبة القريب كالنفس إذ طلب منه أن يبيع كل ما عنده ويعطيه للفقراء، ومن ثم يأتي ليتبع المسيح. لكن الرب لم يَعنِ بطلبه هذا أنه يمكن للإنسان أن يخلُص عن طريق بيع مقتنياته وتوزيعها على الفقراء إحسانًا. فطريق الخلاص واحد وهو الإيمان بالمسيح. لكن الخلاص يتحقق عندما يعترف الإنسان بخطيته ويقرّ بأنه لا يستطيع تحقيق مطاليب القداسة الإلهية. وقد أظهر انعدام رغبة الشاب الغني في مشاركة مقتنياته مع الآخرين، عدم محبته لقريبه كنفسه. فكان ينبغي له أن يقول للرب: ”إذا كان هذا هو المطلوب مني، فأنا خاطئ أثيم وعاجز عن تخليص ذاتي بمجهودي البشري. لذا أرجو منك أن تخلصني بنعمتك الغنية“. فلو أنه تجاوب مع دعوة المخلِّص، لكان الرب قد بيَّن له طريق الخلاص. ولكن بدلاً من ذلك، مضى الشاب حزينًا!!

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net