الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تنتقموا لأنفسكم
فقال داود لرجاله: ليتقلَّد كل واحدٍ منكم سيفه. فتقلَّد كل واحدٍ سيفه، وتقلَّد داود أيضًا سيفه ... ( 1صم 25: 13 )
كانت أنانية نابال سببًا مباشرًا لعدة نتائج مهمة، إذ أدّت، من جهة داود، إلى إظهار الشيء الكثير من ضعفاته التي لا بد أنها أذلته في محضر الله، فنراه يهبط عن سمو المقام الذي ميَّزته به نعمة الله، وأراد أن ينتقم لنفسه. لا شك أنها تجربة عنيفة ومؤلمة أن يُقابَل بمثل هذه الكلمات الجارحة وبمثل هذا النُكران للجميل، من شخص كان داود له سور حماية. وإنه مُرّ على الطبيعة أن يعيَّر الإنسان بنفس الظروف التي اضطرته الأمانة إليها، إذ أُتهم بأنه يهرب من أمام سيده في ذات الوقت الذي كان فيه كأنه طائر الحجل على الجبال.

كل هذه الأمور صعبة الاحتمال وموجعة لنفس داود، حتى قادته ـ في حمو غضبه وثورة نفسه ـ أن يعطي أوامره بكلمات ما كانت تخرج منه لو امتحنها في المقادس. لقد قال: «ليتقلد كل واحدٍ منكم سيفه». وهذا ما لم نتوقعه أبدًا من شخص عاش ـ منذ طفولته ـ عيشة الوداعة والحلم. إن الأخ الفقير لا يتقلد سيفه للانتقام، بل يصرخ إلى الرب الذي هو ملجأه ومصدر قوته ( تث 15: 17 - 19). فأنانية نابال لا تُستأصل بسيف داود، كما أن هذا ليس هو طريق الإيمان الحي مهما تكن الظروف. إننا لا نجد داود يتصرف هكذا مع شاول، لقد تركه تمامًا لله، وحتى عندما قطع جُبته، ضربه قلبه. فلماذا إذًا لم يتصرف هكذا مع نابال؟ هذا لأنه كان خارج دائرة الشركة، وقد أهمل السهر على حالته الروحية، ففاجأه العدو على غِرة وتغلَّب عليه.

إن الطبيعة التي فينا تقودنا دائمًا لأن نستاء جدًا من كل جرح للكرامة ونحاول تبرير أنفسنا. والقلب الخدَّاع دائمًا يقول: ”لا حق له أن يعاملني هكذا. وأنا لا أستطيع احتمال مثل هذه المعاملة، كما لا أظن أن واجبي يدعوني إلى ذلك“. قد يكون كذلك، لكن رجل الإيمان يرتفع في الحال فوق كل هذه الأمور لأنه يرى الله في كل شيء، وسواء كانت غيرة شاول أو حماقة نابال، الكل يُنظر إليه على أنه من يد الله، ويوضع في الخفاء في محضره المقدس. فالأداة لا تمثل شيئًا في نظر الإيمان. الله هو الكل في الكل. وهذا يعطي قوة حقيقية لاجتياز كل أنواع الظروف. فإذا لم نعزُ كل الأمور ليد الله، فإننا حتمًا سنسقط في فخاخ كثيرة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net