الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لما رأى يسوع أمه
وكانت واقفات عند صليب يسوع، أُمه ... فلما رأى يسوع أُمه ... قال لأمه: يا امرأة، هوذا ابنك ( يو 19: 25 ، 26)
يقينًا كانت آلام النساء في يوم الصليب، ولا سيما آلام أُمه، عظيمة، أما آلامه هو فكانت بكل يقين أشد بما لا يُقاس. كانت آلامهن، وهن واقفات عند الصليب، شديدة، أما آلام المصلوب نفسه فما كان أشدها! لقد كانت كافية لتجعله ينسى، في سعيرها، كل شخص وكل شيء حوله. إن شدة آلام النساء أعجزتهن عن الكلام، فلم تستطع واحدة منهن أن تنطق ببنت شفة، أما هو ففي آلامه الأشد نطق وتكلم. فتعالوا بنا نستمع إلى أقواله العجيبة في هذا المشهد المُذيب.

لقد كان المسيح كمال الكمال في كل شيء، وقبل مولده بمئات السنين قال عنه إشعياء النبي. «ويُدعى اسمه عجيبًا» ( إش 9: 6 ). أ كان يمكن أن ذلك الكامل العجيب لا يهتم بأمه؟! لقد ذكر قاتليه، فهل ينسى أمه؟! أ كان يمكن أن ينسى تلك الأم الحزينة الواقفة عند الصليب؟! ولا سيما وأن يوسف رجل مريم كان قد مات منذ فترة، وهذا ما يمكننا أن نستنتجه من العديد من فصول العهد الجديد (انظر على سبيل المثال مت13: 55)، وبالتالي فإن المطوّبة مريم كانت في ذلك الوقت أرملة، وكانت مسؤولية العناية بها تقع أساسًا على الرب يسوع الذي يُسمّى بأنه «ابنها البكر» ( مت 1: 25 ؛ لو2: 7).

قال واحد: ”في حياة ربنا يسوع المسيح من أولها إلى آخرها نجد مزيجًا عجيبًا من العظمة والاتضاع، فإذا لمع شعاع من أمجاد لاهوته مضيئًا مُبرقًا لا نلبث أن نراه إنسانًا مثلنا من لحم ودم“. وهو عينه ما نراه هنا عند الصليب.

عندما صلى المسيح وهو فوق الصليب لأجل أعدائه، كان هذا من صميم رسالته، كقول الوحي «وهو حَمَل خطية كثيرين، وشفع في المُذنبين» ( إش 53: 12 ). وإن كان قد اهتم بلصٍ تائبٍ وثَق به، فهذا أيضًا يتفق ورسالته باعتباره المخلِّص كقوله هو «لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك» ( لو 19: 10 ). لكن أن يهتم في ساعةٍ كهذه بأمر عائلي، ويكرس بعض وقته لشأن من شئون الحياة العادية، فهذا هو الكمال الإنساني بعينه.

جازَ في أرض الشقا مُظهرًا كل كمال
عظّموهُ واقتفوا إثرَ مَن أعطى المثال

يوسف رياض
 
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net