الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى والخدمة
فتهذب موسى بكل حكمة المصريين، وكان مقتدرًا في الأقوال والأعمال. ولما كملت له مدة أربعين سنة، خطر على باله أن يفتقد إخوته .. ( أع 7: 22 ، 23)
«لما كبر موسى» بعد أن تربى في قصر فرعون، وتهذب بكل حكمة المصريين، «خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم» ( خر 2: 11 )، إذ كانت له غيرة الله نحو شعبه ( خر 3: 7 - 9). وإن كان موسى هو المُعيَّن من قِبَل الله لخلاص شعبه، وله غيرة الله، لكن لم تكن هذه الغيرة بحسب المعرفة، فلم يكن خروجه هذا في الوقت المعيَّن من الله، بل كان بدافع جسدي، إذ «خطر على باله أن يفتقد إخوته» ( أع 7: 23 ) فنرى أنه:

1ـ لم يكن مُرسل من الرب، بل خرج من نفسه.

2ـ لم يخرج في الوقت المعيَّن من الرب.

3ـ لم يكن مُحملاً برسالة من الرب، ولم يستَشِر الرب فيما يفعله أو يقوله.

4ـ لم يكن الشعب مُهيأ نفسيًا، لسماع الدعوة بالخروج من مصر، ولا روحيًا ليسكن الرب في وسطه.

نتيجة لذلك، نرى أن موسى:

1ـ عمل رضى الناس: قتل رجلاً مصريًا، لينقذ رجلاً عِبرانيًا من يده. 2ـ قتل: نتيجة اعتماده على قوته الجسدية، وليس على قوة الله. 3ـ ارتبك: عندما همَّ بقتل الرجل المصري، «التفت إلى هنا وهناك» خوفًا من أن يراه أحد. 4ـ رُفض: قال له واحد من الشعب، «مَن جعلك رئيسًا وقاضيًا علينا؟». 5ـ خاف: عندما أحس أن خبر قتله الرجل المصري قد عُرف، خاف وهرب. 6ـ شعر بالفشل: شعر بهذا وأُحبط بسبب رد فعل إخوته تجاهه. 7ـ انسحب. نتيجة لكل ما سبق أراد أن يتوارى، فهرب إلى ما وراء البرية.

وإن فشل موسى هذه المرة، فإن الله لا يفشل في إتمام مقاصده بيد عبده، ففي الوقت المحدد، وبعد أن هيأه الرب، إذ كانت البرية له بمثابة مدرسة الله التي أعد فيها موسى لإخراج الشعب وليس قصر فرعون، ورعاية الغنم كانت بمثابة الدروس المُستفادة لرعاية الشعب وليس حكمة المصريين، وعصا الرعاية التي عمل بها القوات وليس صولجان فرعون، وهكذا تأهل موسى لقيادة الشعب وإخراجهم من أرض مصر، وقيادتهم في البرية إلى كنعان. لذا أرسله الله وقُبلت خدمته.

هل تريد أن تخدم الله، لا يتأتى هذا إلا بالخضوع لمشيئته، فيستخدمك لمجده.

نشأت راغب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net