الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القيامة والمشاركة
.. يا مريم.. لا تلمسيني... ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ( يو 20: 16 ، 17)
إن الدرس الأول الذي نتعلمه من قيامة المسيح هو أن هناك إرسالية، وهي أن نعلن جهارًا أن ”مسيحنا حي“. وهذا ما أتخيله قد حدث بقوة في الأيام الأولى التي تَلَت القيامة، فمن الأناجيل نفهم أن مريم المجدلية ركضت لتُخبر بطرس ويوحنا، اللذين بدورهما أخبرا التلاميذ بما روَته مريم. ومن بداية قصة تلميذي عمواس نفهم أن أخبار القيامة قد وصلت إليهما، وفي نهاية القصة أخذا على عاتقهما إخبار التلاميذ ومشاركتهم بما أصبح حقيقة يقينية لديهما. وهذا هو الدرس الذي يريد أن يعلمنا إياه الروح القدس، أن ”نذهب ونقول إن مسيحنا حي“، وأن طبيعة ارتباطنا به تختلف عما كان للتلاميذ قبل إعلان حقيقة القيامة.

الدرس الثاني الذي نتعلمه عن طبيعة الإرسالية، أن مريم المجدلية أخبرت التلاميذ أنهم الآن يرتبطون به بأسلوب جديد لم يكن لهم قبل القيامة، فهم «إخوته». هذا الإعلان يملأ صفحات الوحي في العهد الجديد ( رو 8: 29 2كو 5: 16 ، 11). ونردده الآن على أنه حقيقة مُسلَّم بها، وكامتياز مطلق اكتسبناه. ولكن في أثناء تجسد المسيح عرفه التلاميذ كمَن هو «المعلم» وكمَن هو «السيد» (يو13)، وفي آخر خدمته أعطاهم لقب «أحباء»؛ وهذا كان قمة الإعلان لهم في ذلك الوقت. ولكن ما أعظم طبيعة الإعلان الجديد: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم». لقد كان هذا الإعلان ـ في ذلك الوقت ـ بمثابة نقلة كبيرة لم تكن تخطر ببال التلاميذ مُطلقًا، ولذلك كان على الرب أن يرسِّخه في ذهن مريم، حينما حاولت «لمسه»، قائلاً لها: «لا تلمسيني». إن الرب أراد أن يُعلن لمريم اختلاف طبيعة ارتباطهم به في التدبير الجديد، فهو لن يكون حاضرًا معهم بالجسد بشكل حسّي ومنظور يعتمد على اللمس والمشاهدة، ولكنه ”صاعد إلى أبيه وأبيهم“، ومن هناك سوف يرسل الروح القدس، ومتى أتى ذاك فإنه سيعلن شخصه لقلوبنا بشكل لم نَعَهده من قبل، كما أنه سيكون أقرب لنا وأعز لدينا مما كان مُتاحًا خلال حياته هنا على الأرض. «إذًا نحن من الآن لا نعرف أحدًا حسب الجسد، وإن كنا عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد (أي بهذا الأسلوب الجسدي الحسّي الملموس، بل نعرفه كمَن هو المُقام من الأموات)» (2كو5: 16).

مسعد رزيق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net