الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابن الله الوحيد
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 )
يقول البعض ـ بجهل أو بخبث ـ إن الكتاب المقدس عندما يقول إن المسيح هو ابن الله، فهو في ذلك نظير الكثيرين من الخلائق الذين دُعوا «أبناء الله»، مثل الملائكة ( أي 1: 6 لو 3: 38 )، أو مثل آدم ( غل 3: 26 )، أو مثل المؤمنين (غل3: 26). لكن الحقيقة أن الفارق بين الأمرين واسع وكبير.

إن الملائكة، وكذلك آدم، اعتُبروا أبناء الله باعتبارهم مخلوقين منه بالخلق المباشر. وأما المسيح فهو ليس مخلوقًا بل هو الخالق ( يو 1: 3 يو 1: 12 ). ثم إن المؤمنين هم أبناء لله بالإيمان وبالنعمة (يو1: 12؛ 1يو3: 1)، أما المسيح فهو الابن الأزلي.

على أن الآية التي نتحدث عنها اليوم قاطعة الدلالة، فهي تقول عن المسيح إنه «ابن الله الوحيد» (ارجع أيضًا إلى يو1: 14، 18؛ 1يو4: 9؛ مر12: 6). وعندما يقول إنه ابن الله الوحيد، فهذا معناه أنه ليس له شبيه ولا نظير.

ونلاحظ أن المسيح لما كان هنا على الأرض لم يستخدم عن الله سوى تعبير «الآب» أو «أبي»، ولم يستعمل تعبير ”أبانا“ قط، وذلك لأن هناك فارقًا كبيرًا بين بنوته هو لله وبنوتنا نحن. وبعد قيامته، له المجد، من الأموات، قال لمريم المجدلية: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم» ( يو 20: 17 ). لقد صرنا نحن أبناء الله بالنعمة، وأما هو فكذلك من الأزل.

صحيح هو كان قد سبق وقال عن نفسه لنيقوديموس إنه ابن الإنسان ( يو 3: 14 )، والآن يقول إنه ابن الله الوحيد (ع16)، وفي الحالتين استخدم التعبير ذاته: «يؤمن به»، وذلك لأننا نؤمن بالطبيعتين اللاهوتية والناسوتية في المسيح، فهو «ابن الله الوحيد»، وهو أيضًا «ابن الإنسان»، هو الله وهو الإنسان في آنٍ واحد.

ثم تفكَّر في هذا المجد: فيقول المسيح لنيقوديموس: لكي لا يهلك كل مَن يؤمن بالابن الوحيد، أي شخصه المعبود، «بل تكون له الحياة الأبدية». وأيضًا: «الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» ( يو 3: 18 ). إنه هو إذًا سر الحياة الأبدية، وهو السبب للدينونة الأبدية، أ فليس لهذا من معنى يا أولي الألباب؟

طوبى لمَن قد آمنوا باسمكَ يا ابن الله
فإنهم نالوا بك الخلاص والحياة

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net