الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتشار الكنيسة
وحدث في ذلك اليوم اضطهادٌ عظيمٌ على الكنيسة .. فتشتت الجميع ... فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة ( أع 8: 1 ، 4)
رأت المحكمة المنعقدة لمحاكمة استفانوس وجهه كأنه وجه ملاكٍ، وهو يقدم خطابًا دفاعيًا توبيخيًا لاذعًا طَلِقًا، قبل إعدامه، فأثبت أنه شهيد يليق بسيده ( أع 7: 1 - 60). وبدلاً من أن تكون هذه الحادثة مأساة، تحولت واقعة الاستشهاد الأولى إلى عامل حفَّزٍ لنشر الإنجيل إلى ”أقصى الأرض“. بدايةً، انتعش إصرار العدو على محو رسالة قيامة المسيح «وحدث اضطهادٌ عظيمٌ على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع» لكنهم لم يختبئوا، «فالذين تشتتوا جالوا مُبشرين بالكلمة» ( أع 8: 4 ).

”دماء الشهداء هي بذار الكنيسة“ جملة محفوظة لكنها حقيقية، فحادثة استشهاد واحدة نشرت الإنجيل «في كور اليهودية والسامرة» ( أع 8: 1 ).

ثم ذهب واحدٌ آخر من هؤلاء الشمامسة، وهو فيلبس، إلى السامرة وقدَّم الإنجيل لأول مرة للناس الذين كان اليهود يرفضون التعامل معهم ( يو 4: 9 )، فكان حصاد عظيم، ربما كان مؤسسًا في الأصل على عمل الرب يسوع نفسه من خلال امرأة سامرية خاطئة شهدت لأهل بلدتها (يو4).

ثم أرسل الروح القدس فيلبس ليقابل مسؤولاً حكوميًا حبشيًا واحدًا على الطريق بالقرب من غزة ( أع 8: 26 - 40). وعن طريق ترتيب أحداثٍ معجزي، وجد فيلبس الجزء الكتابي والعِظة في انتظاره، فبشر الحبشي وعمّده وأرسله ليزرع الكنيسة في بلده، ومن ثم في القارة الإفريقية. واليوم، تعزو كنيسة أثيوبيا بدايتها إلى تلك المقابلة، فالكنيسة كائن حي ينمو.

تبع هذا اهتداء شاول الطرسوسي (أع9)، وإعداده كأعظم مبشر على الإطلاق في تاريخ الكنيسة. وفي أعمال10 أعطى الروح القدس لبطرس دورة تدريبية مُكثفة في الارتقاء فوق التحزبات التقليدية كي ما يستطيع أن يأخذ الإنجيل إلى الأمم ـ ولا أقل من الرومان منهم! فقد أرسل ”كرنيليوس قائد مئةٍ من الكتيبة التي تُدعى الإيطالية“ ليحضر بطرس ومعه رسالته، فوصل الإنجيل لنسل يافث.

ونلاحظ أمرين تميزت بهما تلك المرحلة الابتدائية من تاريخ الكنيسة: التزام المؤمنين التام من نحو الله ومن نحو بعضهم البعض ومن نحو سيادة الروح القدس؛ وشدة هجمات العدو. ليُعطِنا الرب أن نكون مُتاحين دومًا لاستخدامه بطرق لم نتوقعها أو حتى نتخيلها، حتى تستمر رسالته في النمو والوصول إلى كل الأمم.

بل فان راين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net