الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 فبراير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما زال المسيح عطشان
بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان ( يو 19: 28 )
إن ذاك المجيد الذي كان عطشانًا في يوم صلبه، ما زال إلى اليوم عطشان. وهو عطشان إلى أمرين رئيسيين:

أولاً: إنه عطشان إلى النفوس الهالكة المائتة. فذاك الذي عطش ليرحمنا من العطش الأبدي، وبعمله هذا أدخل إلى قلوب الملايين من المؤمنين تعطشًا حقيقيًا إليه، ما زال متعطشًا إلى النفوس، يريد أن ينظر الكثيرون من المساكين والتعساء إلى صليبه فيغمرهم الارتواء الأبدي. وهو عين ما نقرأه في يوحنا4 يوم تقابله مع المرأة السامرية. فلقد قال لها أعطيني لأشرب. ونحن لا نقرأ في الأصحاح أنها أعطته الماء الحرفي، بل أعطته قلبها البائس وحياتها الضائعة ونفسها المُعذبة القلقة فأسعدها، وارتوى لما أرواها.

إلى هذا ما زال المسيح عطشانًا. إنه عطشان لخلاص الخاطئ. فهل نبادر بأن نقدم تلك النفوس الغالية إليه؟! لا عَجَب أن المسيح يوم لقائه بالسامرية قال لتلاميذه: «ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد ... لكي يفرح الزارع والحاصد معًا» ( يو 4: 35 ، 36).

لكنه أيضًا عطشان إلى تكريس المؤمنين، أولئك الذين من أجلهم عطش وهو على الصليب. نعم، إنه ما زال عطشان إلى محبتهم وعبادتهم وخدمتهم له! أ فلا يستحق ذلك المجيد أن نشق لأجله محلة الأعداء، ونستقي له الماء ( 2صم 23: 15 ، 16)؟ وإن كان أبطال داود فعلوا ذلك قديمًا مع مليكهم، أ فلا يستحق سيدنا أكثر؟

ليس ذلك فحسب، بل ويا للعجب، ففي يوم قادم سيسمع فريق من المؤمنين هذه العبارة من فم سيدنا «إني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني» وهم إذ يندهشون من هذه العبارات ويقولون له باستغراب: «يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، أو عطشانًا فسقيناك؟ ...» يُجيب عليهم قائلاً: «الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم» ( مت 25: 34 - 40). ومن هذا نتعلم أنه حيث إخوة للمسيح في حاجة إلى مد يد المعونة والإسعاف، لتخفيف آلامهم ولمساعدتهم على تحمل النوائب التي تحل بهم، فهناك يسوع في همساتهم الضعيفة المتهالكة يقول: «أنا عطشان».

أحبائي: إن ذاك المجيد الذي تعب لأجلنا، وعطش، ومات وهو عطشان، ألا يستحق أن نأتي إليه بصادق الحب، ونعطيه لا فضلة الحب بل أفضله، كيما يرى من تعب نفسه ويشبع؟!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net