الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 فبراير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القبر الفارغ
ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال! هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مُضجعًا فيه ( مت 28: 6 )
يحدثنا البشير متى في ثلاثة فصول متتالية عن مواضع لها ذكريات عزيزة على قلوب المفديين: فهو يحدثنا في الأصحاح26 عن «ضيعة يُقال لها جثسيماني» ( مت 26: 36 ). من هذه الضيعة بدأ المسيح رحلة المُعاناة والألم، ألم المحبة الذي تحمَّله طواعيةً ليفدينا. ثم يحدثنا في الأصحاح27 عن «موضع الجلجثة» حيث يقول: «أتوا إلى موضع يُقال له جلجثة، وهو المُسمى موضع الجمجمة» ( مت 27: 33 )، وهناك تحمَّل المسيح الآلام الكفارية الرهيبة لأجلنا. وفي الأصحاح28 نجد الموضع الثالث العزيز على قلوبنا جدًا، أعني به «القبر الفارغ». فلقد قام المسيح من الأموات ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه.

كم عزيزة علينا جدًا هذه الأماكن حيث بدأ سيدنا رحلة المُعاناة والألم، وحيث وصل الألم ذروته، وأخيرًا حيث زالت حقًا المرارة والألم وإلى غير رجعة.

وفي الحقيقة أن بستان الأحزان، ومن بعده الصليب الرهيب، وأخيرًا القبر المُظلم الكئيب، هذه الأماكن التي دخل فيها المسيح بمفرده، كان يجب أن تسبق أفراح القيامة التي في كَرَمه ارتضى أن يشركنا معه فيها.

لقد أتت المرأتان في الصباح لتنظرا القبر، فأخبرهما الملاك بحقيقة قيامة المسيح من الأموات، ودعاهما لمشاهدة القبر الفارغ بأعينهما، ثم دعاهما لتذهبا مع تلاميذه إلى الجليل، وهناك يرونه (ع7). ويا له من تدرج مجيد: من رؤية القبر، حيث ذَوَت كل الآمال وانتهت، إلى رؤية الموضع الذي كان الرب مُضجعًا فيه، ولكنه موضع فارغ ليس فيه الحبيب، وهو ما يعطي نوعًا من الأمل، وأخيرًا رؤية شخصه حيًا، كالمُقام من بين الأموات، أمل الحياة وفرحتها!

ولكن لماذا اختار الرب أن تكون النساء هن أول مَن يعلم بحقيقة القيامة، وأول مَن يبشر بها؟ ربما أراد الله أن يختار الإناء الأضعف ليُخبر عن نصرة القوي. أو ربما اختار المرأة في البستان لتنقل للتلاميذ أخبار الخلاص، حيث إن المرأة في الجنة هي التي أدخلت الموت. أو ربما أراد الرب مكافأتهما على وفائهما لشخصه في اتباعه إلى الصليب ثم إلى القبر. وعند الرب إذا كان حزننا مقدسًا، فإن الحزن الشديد يعوَّض بالفرح الأكيد. كما أن المحبة الممتازة يكافئها الرب بامتيازات خاصة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net