الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الأحد 1 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كمالات المسيح
كُلُّه مشتهيات ( نش 5: 16 )
الرب يسوع .. قد جمع في شخصه كل جمال وكل كمال. فماذا كانت إذًا حياة يسوع هذا ـ رجل الأوجاع ومُختبر الحَزَن؟ كانت حياته حياة الخدمة في اختفاء ـ آتية بمحبة الله لتخترق إلى أعماق زوايا المجتمع الخفية .. وحيثما اشتدت الحاجة، لم تحجب تلك الحياة نفسها، بل كانت تأتي إلى بؤس العالم بمحبة الله .. فيا لها من نعمة!!

كان أول ما عمله آدم هو طلب مشيئته الخاصة، أما يسوع فكان في عالم التعاسة هذا مكرسًا نفسه بالمحبة لعمل مشيئة أبيه، لقد أتى هنا مُخليًا نفسه، مُخلِصًا لأبيه، عاملاً على تمجيده مهما كلَّفه ذلك.

لقد ارتكب آدم كل ما أمكنه ارتكابه من العصيان، أما يسوع الذي كان في سلطانه أن يفعل كل شيء، فلم يستعمل سلطانه إلا في إظهار أكمل ما يكون من الخدمة ومن الخضوع. فما أجمل صورة طرق الرب المباركة!!

وعلى قدر ما كان أمينًا، على قدر ما رذله الناس وقاوموه. على قدر وداعته احتقروه. ولكن كل هذا لم يغيِّر شيئًا لأنه عمل كل شيء لله وحده، سواء مع الجموع أو مع تلاميذه أو أمام القضاة الظالمين. فلم يكن شيء ليغيِّر كمال طرقه لأنه في كل الظروف عمل كل شيء لله.

كان الإنسان يسوع المسيح ينمو في النعمة أمام الله والناس. لقد كان دائمًا خادمًا لكل واحد. كان أول ما استلفت نظري أمام قراءة الأناجيل منذ بضع سنوات هو هذا: هنا إنسان لم يفعل شيئًا لنفسه قط. يا لها من معجزة أن نجد إنسانًا لا يعيش لذاته لأنه قد أخذ الله لنفسه.

إن المبادئ التي يسير عليها الناس في أعمالهم هي إرضاء الذات، وتعظيم الذات، وتقديم مصالح الذات. أما الرب المبارك فكان فيه التكريس الحقيقي في القلب والعاطفة والخدمة بدون أي ذرة من طلب ما للنفس. ذات الشيء الذي يحبه الإنسان جدًا هو الذي تجرَّد منه تمامًا ذلك الشخص الكامل. «مجدًا من الناس لست أقبل» ( يو 5: 41 ).

نجد في الرسل عواطف مدهشة. وأعمالاً ـ كما قال الرب ـ أعظم من أعماله، ونجد درجات عالية وصلوا إليها بالنعمة، ولكننا لا نجد الكمال الذي كان في المسيح لأنه كان ابن الإنسان الذي هو في السماء. أمثال بولس الرسول كانوا أوتارًا وقع عليها الروح القدس وأحدث عليها موسيقى شجية، أما المسيح فهو ذات الموسيقى كلها.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net